مازال سكان مزرعة جايس القصديرية المتواجدة على مستوى بلدية المقرية "ليفي سابقا" شرق العاصمة، يعلقون آمالهم على وعود السلطات الوصية بترحيلهم إلى سكنات لائقة، وذلك بسبب المعاناة التي يتكبدونها في ظل غياب أهم مقومات الحياة، وحسب السكان فقد تأزمت الأوضاع التي يعيشونها جراء المتاعب التي يواجهونها، والتي حوّلت حياتهم إلى جحيم، وأول ما يترجم ذلك للزائر للوهلة الأولى الصورة الخارجية للحي، التي شهد نموا فطريا للأكواخ والتي تتجه وحسب هؤلاء إلى أزمة السكن التي تشهدها المنطقة وضيق المساكن، ما جعل العديد من العائلات يلجأون إلى إنشاء أو إنجاز أكواخ تنعدم بها أدنى مقومات الحياة، بداية من جدرانها الطينية وأسقفها من الترنيت الذي يتفاعل مع مختلف العوامل الطبيعية ليصبح بذلك يشكل خطرا على صحة هؤلاء. من جهتنا وقفنا على هذا الواقع المزري بهذا التجمع السكاني والبالغ عدده 120 عائلة تقريبا رفقة بعض قاطني الحي، وبدت لنا نقائص عديدة أصبحت تثير قلق العائلات الذين اشتكوا من غياب التهيئة، مشيرين إلى سكناتهم التي أصبحت بمثابة خم يأوي العديد من العائلات. وذلك بالنظر إلى درجة الاهتراء الذي تشهده تلك الأكواخ وارتفاع درجة الرطوبة ضف إلى ذلك مشكل الاكتظاظ المسجل بالمكان. الأمر الذي جعل حياة السكان بالحي تتفاقم إلى حد أصبح البقاء في المكان أمرا مستحيلا، إلى جانب الأوحال والبرك المائية التي تغرق البيوت مع كل فصل شتاء، مؤكدين أن الخروج من أكواخهم في هذا الفصل لا يكون إلا لضرورة قسوى. كما تزداد متاعبهم حسب تصريحاتهم ، مع مشكل انعدام قنوات الصرف الصحي، ما يجعل المياه القذرة تتدفق على السطح وتزداد كميتها مع تساقط الأمطار، الأمر الذي اضطرهم لإنجاز بعض المجاري المشتركة بطرق عشوائية لا تخضع للشروط الصحية والمقاييس المعمول بها، وبذلك فهي تهدد صحتهم وصحة أبنائهم الذين أخذوا من تلك الأرضية مكانا للعب، وفي هذا السياق أكد هؤلاء أنهم قاموا برفع انشغالهم إلى المسؤولين من أجل تهيئة الحي، وتوفير الضروريات اللازمة ريتما يتم الإفراج عنهم بسكنات لائقة لكن ذلك دون جدوى. غير أن معاناتهم اليومية تزداد مع حلول فصل الشتاء، بسبب انعدام الغاز الطبيعي الذي أضحى أكثر من ضروري في ظل تزايد استعماله مع انخفاض درجة الحرارة، ما يضطرهم للاعتماد على قارورات غاز البوتان التي يقتنونها من الأحياء المجاورة وبأسعار تفوق قيمتها أحيانا. ويضاف إلى ذلك مشكل الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي بسبب التركيب العشوائي للأعمدة الكهربائية التي أصبحت هي الأخرى تنبأ بحدوث كارثة حقيقية. وفي ظل هذا الوضع المتردي والمتأزم التي تواجهه نحو 20 عائلة بمزرعة جايش، ناشد السكان السلطات الولائية بترحيلهم إلى سكنات تليق بالجنس البشري بما أن ذلك ليس من صلاحيات السلطات المحلية.