بعض الناس قد اتخذ من مهنة التسول وسيلة للتكسب والتربح وكنز المال وتحصيل الثروات لذا فقد استسهل بعضهم هذا الأمر وقد عن طلب العمل وعن السعي إلى الكسب الحلال المستحق , وظاهرة ظاهرة تستحق الدراسة , فقد صار الأمر مزعجاً لكثير من الناس , إذ تجد هذه الثلة من الشحاذين والمتسولين قد ملاؤا الطرقات وأماكن التجمعات وأمام المساجد والمستشفيات , بل واقتحموا على الناس بيوتهم وأزعجوهم بطرق الأبواب ليل نهار وفي أوقات تكره فيها الزيارة , وأصبحت لديهم حجج وعلل واهية وكاذبة لإخراج ما لديك من نقود , بل وصار لك منهم تخصص ومنطقة لا يجرؤ غيره من أضرابه على اقتحامها , بل وسمعنا عن قيادات لهم تنظم حركتهم وتدربهم على فنون وألوان التسول . ونسي هؤلاء جميعا أن الذي يستحق الصدقة هم الفقراء والمساكين الحقيقيون الذين وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم فقال عزمن قائل : لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ. وعَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِالطَّوَّافِ ، وَلاَ بِالَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَلاَ التَّمْرَتَانِ ، وَلاَ اللُّقْمَةُ وَلاََ اللُّقْمَتَانِ ، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ الْمُتَعَفِّفُ ، الَّذِي لاَيَسْأَلُ النَّاسَ شَيْئًا ، وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ. لذا فقد نهي الإسلام عن سؤال الناس لغير حاجة ,عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا ، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا ، فَلْيَسْتَقِلَّ مِنْهُ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ. . . عَنْ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تُلْحِفُوا فِي الْمَسْأَلَةِ ، فَوَاللهِ ، لاَ يَسْأَلُنِي أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا ، فَتُخْرِجَُ لَهُ مَسْأَلَتُهُ مِنِّي شَيْئًا ، وَأَنَا لَهُ كَارِهٌ ، فَيُبَارَكَ لَهُ فِيمَا أَعْطَيْتُهُ.. . عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَتَقَبَّلُ لِي بِوَاحِدَةٍ ، وَأَتَقَبَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ ؟ قال : قُلْتُ : أَنَا. قَالَ : لاَ تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا. - وفي رواية : مَنْ يَضْمَنُ لِي وَاحِدَةً ، وَأَضْمَنُ لَهُ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : لاَ تَسْأَلِ النَّاسَ شَيْئًا.