يقول الله تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِروا فِي سَبِيل الله لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبَهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ} البقرة .273 يقول العلامة ابن كثير في تفسيره: قوله {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِروا فِي سَبِيل الله}، يعني المهاجرين الّذين قد انقطعوا إلى الله وإلى رسوله. {لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ}، يعني سفراً للتّسبُّب في طلب المعاش. {يَحْسَبَهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}، أي الجاهل بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء. {تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ}، أي بما يظهر لذوي الألباب من صفاتهم. {لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً}، أي لا يُلحون في المسألة ويكلّفون النّاس ما لا يحتاجون إليه. {وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ}، أي لا يخفى عليه شيء منه، وسيجزى عليه أوفر الجزاء وأتمّه يوم القيامة.