لم تمر خسارة حزب جبهة التحرير بوهران في انتخابات مجلس الأمة الأخيرة مرور الكرام، وفجرت معها فضيحة من العيار الثقيل تورط فيها بعض المنتخبين منهم قياديون حادوا عن المسار وباعوا أصواتهم لمرشحين آخرين مقابل صفقة تكون قد عقدت قبل أشهر وكانت "الجزائر الجديدة" السباقة للحديث عنها. ما حذر منه قياديون في الأفلان قبل أشهر، صار حقيقة اليوم، وتأكد أن صفقة، تمت في الخفاء بين بعض المنتخبين وبين مرشحين آخرين، تنص على منح أصواتهم لهم في انتخابات مجلس الأمة، مقابل تمكينهم من الظفر برئاسة المجلس الشعبي الولائي في حالة فوز رئيسه السابق عبد الحق كازي ثاني بمقعد "السينا". معطيات تفسر بشكل واضح سبب خيانة أكثر من 150 منتخبا أفلانيا لمرشح الجبهة ورئيس بلدية السانية الحبيب قدوري الذي لم يحصل سوى على 149 صوتا الأسبوع الماضي رغم أن عدد منتخبي حزبه في المجالس البلدية يقدر ب 270 منتخبا يضاف لهم 28 منتخبا في المجلس الشعبي الولائي، حيث لو صوت عليه منتخبو الجبهة لوحدهم لكان قد ظفر بالانتخابات بالأغلبية الساحقة. الغريب أن الحبيب قدوري تلقى أثناء حملته جميع الضمانات من مناضلي الأفلان الذين أكدوا له دعمهم ووقوفهم بجانبه قبل أن يتفاجأ بواقع آخر أثناء عملية الفرز، ولم تنفع معهم جميع تهديدات الأمين العام عمار سعداني، مقابل إغراءات برئاسة المجلس الشعبي الولائي وامتيازات أخرى. وتوعد عضو اللجنة المركزية ومحافظ وهران بدر الدين دينار برفع تقرير مفصل للأمين العام ضد المنتخبين الذين خانوا الحزب، منهم عضو بارز في اللجنة المركزية أعلن بصريح العبارة تضامنه مع مرشح الأرندي كازي تاني وطالب المنتخبين المقربين منه بالتصويت عليه، شأنه شأن أمين إحدى القسمات.