تحاول فرنسا إبراء ذمتها من الانتهاكات التي حصلت يوم الخميس الماضي داخل التراب المالي على القرب من الحدود الجزائرية، اثر مشاركتها في هجوم مع الجيش الموريتاني ضد مجموعة من الإرهابيين، عن طريق إطلاق تصريحات بأن الجزائر شاركت في العملية، حيث قالت إذاعة فرنسا الدولية صبيحة أمس إن الحكومة الجزائرية شاركت من خلال الإسناد والدعم اللوجستي في العملية العسكرية التي شنتها موريتانيا وفرنسا على تنظيم القاعدة داخل التراب المالي. ونقلت الإذاعة ، أن موريتانيا أبلغت الجزائر بالعملية يوم الثلاثاء قبل وقوعها وأن الجزائر وفرت دعما لوجستيا على مستوى حدودها من أجل منع "الإرهابيين" من الهرب من خلال أراضيها، ووفق الإذاعة فإن طائرات هليكوبتر عسكرية جزائرية شوهدت في المنطقة، كما نقلت عن مصدر عسكري موريتاني تأكيده أن العديد من البلدان المجاورة شاركت في العملية لكن دون تحديدها. وادعت الإذاعة أن الجزائر تجنبت التصريحات حول تأكيدها مشاركتها رسميا، وأنها تسعى من خلال التكتم إلى هدوء الموسم السياحي. وتحاول فرنسا إقحام الجزائر في الورطة السياسية التي أدخلت فيها نفسها بخصوص مشاركتها في الهجوم مع موريتانيا على ما يعرف بتنظيم القاعدة، والتي انتهكت بها اتفاقية المبرمة بين دول الساحل والصحراء، والتي تم ترتيبه منذ شهر أوت 2009 مع الجزائر ومالي والنيجر وليبيا، إضافة إلى تشاد وبوركينافاسو عبر إشراكها قوات فرنسية في عملية عسكرية ضد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة باسكنو شرقي موريتانيا، وأهم ما يتضمنه الاتفاق ضرورة إبقاء التنسيق العسكري والأمني بين دول المنطقة دون الدول الغربية ممثلة تحديدا في فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية، واستبعاد التدخل الأجنبي والتواجد العسكري الخارجي في منطقة الصحراء والساحل، غير أن موريتانيا انتهكت الاتفاقية تحت تأثيرات من فرنسا التي تسعى إلى تبرير ما قامت به من خلال التصريحات بان الجزائر كانت على علم وأنها شاركت في العملية، مع العلم أن الجزائر لم تبلغ إلى يومين قبل انطلاق العملية بعد وقوع الإنزال إضافة إلى أن مالي لم تعلم بما جرى إلا عن طريق وسائل الإعلام رغم أن الأحداث وقعت على ارضايها ورغم أنها شريك في الاتفاقية، مما يؤكد مخاوف الجزائر من أن تؤدي ضعف الحكومات الأخرى إلى عدم احترام الاتفاقيات وقوع المزيد من العمل الإرهابي بسبب محاولة تدخل كل من فرنسا والولايات المتحدة في الأحداث التي تجري في المنطقة، عن طريق العمل المخابراتي وعن طريق التدخل المباشر أيضا كما وقع مؤخرا.