قالت مصادر دبلوماسية جزائرية إن المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس سيحل بالجزائر قريبا للتباحث مع المسؤولين حول النزاع القائم بين الجزائر و المغرب في قضية الصحراء الغربية، كما أكدت انه سيلتقي الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم علىأن تكون له عدة مباحثات مع الوزير الأول احمد أويحي و كذا وزير الخارجية مراد مدلسي للوصول إلى حل وسط حول النزاع الحالي في المنطقة. و كانت موجات التصريحات النارية قد تصاعدت في الآونة الأخيرة بين المسؤولين الجزائريين و المغاربة بشكل خطير مما أدى بالصحافة المغربية إلى شن هجمة إعلامية شرسة على الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية عبد العزيز بلخادم كادت تضر بالمصالح المشتركة للبلدين، كما أن تصريحات الملك المغربي الاخيرة لم تكن بريئة و أفرزت العديد من الردود الغاضبة على تصريحاته من طرف الدول المؤيدة لتقرير مصير الصحراء الغربية. و قالت الخارجية المغربية على لسان وزير خارجيتها الطيب الفاسي أن المغرب نجح في فرض ما كان يبحث عنه، واستطاع أن يحقق "انتصارا دبلوماسيا" بعد أن أرغم الأممالمتحدة على التشديد في تعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الأمريكي كريستوفر روس، على التأكيد أنه سيعمل مع "الأطراف والدول المجاورة على أساس القرار الأخير لمجلس الأمن رقم 1813 والقرارات السابقة، وذلك انطلاقا من التقدم المسجل حتى الآن في سبيل البحث عن حل سياسي عادل ودائم" لقضية الصحراء". و يعتبر المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس من أحسن الديبلوماسيين الأمريكيين حيث عوض الدبلوماسي الهولندي المستقيل شهر أوت الماضي. وقضى الدبلوماسي الأمريكي سنوات في وزارة الخارجية الأمريكية، وكان مكلفا بشؤون منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالخارجية الأمريكية، يتقن اللغة العربية، تعلمها أيام كان درس الدراسات الشرقية بجامعة برانستون، وقد انتقل بعد ذلك إلى الجزائر وعمل سفيرا لبلاده هناك. معرفته بملف الصحراء ستتقوى خلال توليه هذا المنصب إذ سيعرف عن قرب قادة البوليساريو والقادة الجزائريين، بعد هذا المنصب سيعين مستشارا ساميا لمنطقة "مينا" بالبعثة الأمريكية الدائمة بالأممالمتحدة وعين كذلك منسقا للدبلوماسية العامة الأمريكية إزاء العالم العربي والإسلامي وذلك خلال الفترة من 2001 إلى 2003، قبل أن يشغل منصب مستشار سامي لسفارة بلاده في بغداد سنة 2004، ثم منصب مستشار خاص للمكتب الأمريكي المكلف بشؤون الشرق الأوسط. و ستكون المهمة الأساسية لهذا الدبلوماسي هو الإعداد لجولة خامسة من مفاوضات المغرب والبوليساريو حيث سيبدأ قريبا جولته في المنطقة.