يُنتظر مشاركة أكثر من 130 حرفيا وحرفية يمثلون 27 ولاية في تظاهرة عرض وبيع منتجاتهم التقليدية، وذلك في إطار فعاليات الطبعة ال48 للعيد الوطني للزربية المزمع تنظيمه بغرداية في الفترة الممتدة من 14 إلى 18 أفريل الجاري. وتحمل هذه التظاهرة الثقافية والحرفية شعار "الزربية التقليدية ..تراث سياحي ..تحدي اقتصادي"، وسيحتضنها قصر المعارض بأعالي غرداية، بتشكيلة متنوعة من المنتجات الحرفية اليدوية تتوزع بين النقش على الخشب أو على الأحجار وصناعة الأواني الفخارية والزربية التقليدية، وغيرها من المنتجات التقليدية على غرار النسيج والطرز والمنتجات الجلدية وصناعة المجوهرات والحلي التقليدية والديكور وصناعة الأواني النحاسية. وفي هذا الصدد أوضح المنظمون، أن هذا الحدث يسمح بتثمين الرصيد الزاخر للتراث والثقافة الجزائرية بكل تنوعها من جهة، وتمكين الحرفيين من جهة أخرى الذين يعانون من صعوبات في تسويق وبيع منتجاتهم، وذلك من خلال ربط علاقات مباشرة مع الزبائن. وتأتي هذه التظاهرة السنوية في طبعتها الثامنة والأربعين، والتي يُرتقب أن تشهد إقبالا كبيرا للزوار في خضم الجهود الرامية إلى إزالة مخلفات الأحداث الأليمة التي شهدتها منطقة غرداية التي استعادت سكينتها وهدوءها.وتضمن الصناعة التقليدية بغرداية التي تشكل محركا حيويا في النسيج الاجتماعي الاقتصادي للمنطقة تشغيل آلاف الأشخاص غالبيتهم من النساء الماكثات في البيت اللائي يتميزن بمواهب وإبداعات حرفية خارقة تبرز "مهارة عالية " في نسجها للزربية الغرداوية، ويشكل هذا القطاع الذي يساهم في المحافظة على مختلف أوجه الهوية الثقافية للجزائر واحدا من ركائز حركية التنمية الاقتصادية للمنطقة إلى جانب السياحة والفلاحة. وتحتل الصناعة التقليدية مكانة "هامة" في إستراتيجية التنمية الاقتصادية، حسبما أكد المنظمون، مبرزين بالمناسبة عديد الشُعب الحرفية التي أُنشئت خلال السنوات الأخيرة عبر مراكز التكوين المهني بهدف تثمين المنتجات التقليدية وترقية نوعيتها وتعزيز فرص تنافسيتها، وأيضا تكوين جيل جديد من الحرفيين قادرين على الجمع بين تقنيات الإنتاج والأساليب العصرية.