رموزها تحكي تاريخ وادي ميزاب زربية غرداية... تحفة عريقة تواجه رياح العصرنة تتعدد وتتنوع الزرابي في الجزائر فهي فن تقليدي يبرز حقبة من التاريخ الحضاري لولايات وطننا الشاسع فمن الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب تتنوع الزرابي ويحكمها قاسم مشترك واحد وهو التعبير عن تقاليد وأصالة التراث الجزائري العريق حيث تفننت جداتنا في زخرفة وتنميق الزرابي وكانت أناملهن الذهبية تنتج مزيجا من الألوان في تلك التحف التقليدية الجميلة. وكانت ولازالت زربية وادي ميزاب يضرب بها المثل كتحفة عريقة وحضرت في الكثير من المهرجانات الدولية والمحلية حتى ذاع صيتها في كل مكان تلك الخصائص التي اكتسبتها بسبب جودة صناعتها وألوانها الجذابة وزخرفتها التي تسحر الأعين. فكانت ولازالت المرأة الغرداوية تبدع في فن الزربية وتجتهد لتبدع تلك الزخرفات التي جلبت أعين الزوار من الجزائر وكذلك السياح الأجانب حيث كانت الزربية الغرداوية حاضرة في الكثير من المعارض. افتكت الصناعة التقليدية بغرداية حصة الأسد حيث تتنوع الصناعة التقليدية في المنطقة وتتصدر الصناعة النسيجية بقية الصناعات التقليدية كالحلي والفخار والنجارة والجلود وما شابه ذلك فصناعة النسيج عريقة بالمنطقة وهي متعددة الأشكال تتمثل بالخصوص في صناعة الزرابي والملابس الصوفية فالزربية الميزابية تتمتع بعناصر ورموز زخرفية متميزة ذات قيمة رمزية تعبيرية خاصة بها وهي مستوحاة من الحياة الثقافية والاجتماعية والتاريخية لمجتمع وادي ميزاب ومن بين العناصر والرموز المستعملة في الزربية نجد على سبيل المثال المشط والمنجل والمائدة الصغيرة والصحن والشمعدان ومنقار الطير... وبناء على تلك الرموز المستعملة في الزربية يمكن أن نقرأ صورا ومشاهد من الحياة اليومية. وحسب سكان المنطقة عندما تفك تلك الرموز تظهر لنا البنية المحلية الكاملة للأسرة والمجتمع كما أن صناعة الفخار كان لها نصيبها الأوفر من الأهمية حيث عرفت المنطقة استعمال عدة أواني فخارية كأواني الأكل والشرب والغسيل وأواني حفظ التمر والزيت والحبوب وتبدو في أشكال متميزة ومجردة من أية زخرفة باستثناء مادة الغراء. خصوصية وميزة الزربية الميزابية جعلت المختصين في ذلك الفن من الجيل القديم والجديد يفكرون في تخصيص عيد للزربية ويتزامن مهرجان عيد الزربية بغرداية كل سنة مع بداية فصل الربيع حيث يتم خلال حفل الافتتاح تنظيم استعراض مكون من عربات مزينة بمختلف الزرابي والمنتجات الفنية التقليدية من مختلف دوائر وبلديات ولاية غرداية. هذه الزرابي التقليدية تحوي رسومات ورموزا تعبيرية مستوحاة من عمق مجتمع ولاية غرداية وإرثه الثقافي والتاريخي وتساهم في تظاهرة عيد الزربية العديد من الجمعيات والورشات الحرفية من 13 بلدية من ولاية غرداية بالإضافة إلى جمعيات الشباب الحرفيين الذين تم تأطيرهم والتكفل بهم من طرف مديرية الشباب والرياضة ومديرية التكوين المهني للولاية. ينظم مهرجان استعراض العربات في نهج الأمير عبد القادر وسط مدينة غرداية العاصمة الإدارية للولاية. كما تعرف التظاهرة تنظيم العديد من التظاهرات والنشاطات الثقافية المتنوعة وهذا بفضل مشاركة العديد من ولايات القطر الوطني التي تشتهر بالصناعة التقليدية كولايات: قسنطينةباتنةخنشلةبسكرة تيزي وزو البليدةالأغواطالجلفةتلمسان تمنراست إليزي أدرار ورفلة وادي سوف...إلخ. ومن بين التظاهرات الموازية معرض بيع المنتوجات التقليدية من زراب وحلي وفخار وتحف وغيرها من المنتوجات التقليدية إلا أن زربية غرداية تبقى عروس المهرجان بلا منازع فهي تعبر عن أصالة المنطقة وتاريخها العريق.