عرض المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشتارزي مسرحية "رجل ماكث بالبيت" الكوميدية من توقيع الثنائي مولود عمورة في دور "حريروش" وصليحة إيجا في دور "يمينة"، حيث كانت افتتاحية البرنامج المسطر الخاص بالشهر الكريم. المسرحية من تأليف عامر هنين وإخراج مولود عمورة، وفق الكتابة الدرامية والرؤية الإخراجية للممثلة صليحة إيجا. وسط حضور متواضع جدا، استطاع الثنائي أن يبعث الدفء في جنبات المسرح وينفخ الراحة وسط الضحكات المنتزعة حبا وطواعية من هنا وهناك، وقد أسر بعض المتفرجين أنه ورغم كونهم لا يفهمون الأمازيغية في صيغتها القبائلية إلا أنهم استمتعوا كثيرا بأجواء الفرجة، خاصة وأن عجوزا قد ساهم بالترجمة الفورية بالإضافة إلى ضحكاتها التفاعلية المنسابة عفويا من جمال العرض. ثم دعاه حريروش ليعتلي الخشبة ويساعده، في غرض ومحاولة منه لإشراك المتفرج في اللعبة المسرحية. يتناسب العمل المسرحي ورمضان، كونه يهب المتفرج الذي يأتي مثقلا بعد الإفطار ترويحا عن النفس بقليل من الجد المصاغ في قوالب من الهزل الضاحك، خلافا لتلك المسرحيات الدسمة التي تتخم نفسيا من هو متخم. "رجل ماكث بالبيت" تروي قصة أحد الأزواج في المدينة المفترضة والزمن الجديد، حيث المرأة التي درست وارتقت نفسيا واجتماعيا لتتحصل على منصب عمل مشرف، بينما يكتفي الزوج الذي يقع تحت سلطة وطائلة الظروف ويصبح بدون عمل، مما يضطره لأن يبقى حبيس جدران الدار راعيا التوأم "لحسن والحسين"، ومع ذلك يحرص الزوج حريروش على أن يقوم بعمله وفق ما هو مطلوب لكن ينتابه شعور غامض فيبدأ في الترويح عن نفسه، فيروي يومياته بطريقة ساخرة، وهو بذلك يقوم بإستفراغ كل الشحنات السالبة والأفكار السوداء اتجاه زوجته التي جعلت منه حبيس الدار. تأتي يمينة أو "يامي" بالتدليل، منتصف النهار لتجد الغداء جاهزا ولتعاين ما قام به الزوج في فترة غيابها، وها هي تعلن عن برنامجها وهي تدخل عتبة البيت، ثم في فترة لاحقة ستمارس الرياضة أمام زوجها فتقوم راقصة على إيقاع السامبا التي تفيد مثلما تقول في تحسين القوام، وتطالبه بممارسة الرياضة ولو لربع ساعة في اليوم، لكنه يعترض ويقول، أنا طول اليوم أشتغل فلا داعي للرياضة. وفي مرحلة متقدمة من العرض ينتابه الغضب فيسلطه على زوجته ويتمنى لو يضربها لكنه يستدرك ويقول لم توجد النساء للضرب، ولا للعنف ضد حواء، فيدعو الله أن يخرجه من ورطته التي طالت وامتدت وآلامته، وفجأة تنطفئ الأضواء، ويرفع الستار على المشهد الأخر والأخير حيث تنقلب الأمور وتعود المرأة التي فقدت عملها لسبب ما إلى البيت بينما يصبح سي حريروش رجل أعمال مهم، وهاهي المرأة تحكي عن البيت والأولاد. للعلم فإن للثنائي أدوار في المسلسل الكوميدي المقرر أن يبث على القناة الرابعة بعنوان "أركس أني" أو "ذاك الحذاء" للمخرج أحمد مباني، سيناريو نادية درابلية، وقد بدأ الفنان مولود عمورة مع جمعية "أفار" أو التقدم، وشارك في "حارة دا البشير" وقام بدبلجة 14 فيلما، بينما الممثلة صليحة إيجا فقد شاركت في مسرحيات كثيرة، نذكر منها مسرحية "اللولب" التي ألفها حسن ملياني حسن وأخرجها صاحب الميدالية الذهبية في مهرجان الربيع ببكين لسنة 2003 عيسى جقاطي، كما شاركت في المسرحية الموجهة للأطفال "بائعة العصافير" تأليف وإخراج فوزية آيت الحاج في المهرجان الدولي للأدب الناشئة في رياض الفتح منذ سنوات.