استطاعت المرأة الجزائرية أن تحضى بشواطئ نسائية دون رجال، لتنعم فيها بالأمان وتأخذ فيه راحتها في السباحة والاستجمام بعيدا عن أعين الغرباء وتحرش البعض لهم، من بين هذه الشواطئ، كمركب مارينا بالم الواقع ببلدية برج البحري شرق الجزائر العاصمة، وغيره، سبر آراء لعينة من النساء حول هذه الأماكن. زهية.ب كثيرا ما تحلم الكثيرات بقضاء يوم جميل على شاطئ البحر، تأخذ فيه حريتها من السباحة والتمتع ببشرة برنزية اللون بعيدا عن أعين الرجال وتحرشات البعض منهم، إلا أن العائق الذي يقف في طريقها دوما هو وجود العنصر الرجالي بهذه الشواطئ الذي يمنعها من تحقيق أبسط أحلامها، لاسيما بالنسبة للنساء المحجبات والمحتشمات، فلا تجد بديلا سوى مقاطعة هذه الشواطئ. مركب مارينا بالم شاطئ نسوي فقط ويعد مركب مارينا بالم المتواجد ببرج البحري شرق الجزائر العاصمة شاطئ مخصص للنساء فقط دون الرجال، استطاع أن يستقطب الجنس اللطيف لما يوفره من خصوصية لا تجدها في الشواطئ الأخرى المختلطة، علاوة على المرافق والخدمات المتميزة التي يسهر طاقم المركب على تقديمها باحترافية، كل ذلك شجعها كل مرة على اختيار هذا الفضاء لقضاء أيام عطلة الأسبوع دون مخاوف أو حرج، خاصة لما تتسبب فيه ه ملابس السباحة من حرج للعديد من النساء اللواتي اعتدن على التحجب والتحشم في لباسهن، وترى بواريو، المديرة المسيرة للنادي، بأن شاطئ مارينا بالم يعتبر الشاطئ الوحيد في الجزائر المخصص للنساء فقط، ويوفر لهن كل الخدمات للاستمتاع بزرقة البحر وأشعة الشمس، هذا ويقدم النادي خدماته السياحية على مدار أيام الأسبوع، بعد أن كان يخصص لهن أياما معدودة فقط منذ افتتاح النادي سنة 2010، وتؤكد حنان، 25سنة، موظفة ومتحجبة، وزبونة دائمة للشاطئ ، أن المكان أصبح يعج بالنساء المصطافات على مدار أيام الأسبوع، حتى أنه أضحى من المستحيل أن تجد مكانا فارغا بعد الحادية عشر صباحا، رغم أن المكان به أربعة أحواض للسباحة و 60 مكانا للاستلقاء مجهزة بالكراسي والمظلات، وأخيرا شواطئ نسائية بالجزائر هي شواطئ تلبي رغبات النساء بقضاء وقت مميز بعيدا عن الرجال، لاسيما للنساء اللواتي لا يردن ارتياد الشواطئ المختلطة، التقينا بهاجر،53سنة، متزوجة وأم لطفلين، كان يبدو عليها السرور والأمان وهي على شاطئ البحر بمركب مارينا بالم ببرج البحري بالجزائر العاصمة، قائلة:"وجدت الأمان هنا والراحة التي افتقدناها في الشواطئ الأخرى المختلطة، وهي أول مرة أشعر فيها بهذه الطمأنينة، خاصة بالنسبة لبناتي التي أكره تحرش الشباب لهم"،وتضيف نوال، 43سنة، أن الأمن والخصوصية التي يمنحها هذا الشاطئ من خصوصية للمرأة هي أهم ما يميز المكان، وتضيف أن فكرة شاطئ خاص بالنساء فقط استهوت جميع صديقاتها وقريباتها، وأصبحن من رواده، لما يمنحه المكان من حرية في اللباس والحركة، بعيدا عن أعين الرجال والتحرشات، وتقول أسماء،24سنة، محجبة:" أنا شخصيا وكوني محجبة، فقد منحني الشاطئ لمتعتي بالسباحة بالبيكيني، التي افتقدتها منذ ارتدائي للحجاب، فالنادي وفر لي الاستمتاع دون أن يخالف ذلك مبادئي وقيمي" هروبا من تحرش الجنس الخشن وبات فتح شواطئ مخصصة للنساء في السنوات الأخيرة مطلب الكثيرات من النساء هروبا من التحرش الذي عادة ما تتعرض له المرأة على شاطئ البحر، بل وأصبح مطلبا ملحا لهن من أجل التخلص من نظراتهم التي تصل درجة التحرش والسلوكات السيئة في أحيان كثيرة، لدرجة امتناع العديد من العائلات المحترمة للتوجه نحوى الشاطئ رفقة بناتهم وزوجاتهم، هذا ما يراه محفوظ، 52 سنة، مضيفا:"أن وجود شاطئ خاص بالنساء عموما وليس بالمحجبات فقط أمر ضروري في ظل ما تشهده الشواطئ من انتشار للسلوكيات السيئة" كما يستحسن شعبان،45سنة، وجود شواطئ خاصة بالنساء فقط، حيث يرى، بأنه مطمئن على عائلته للتوجه للشاطئ بعدما كان يمتنع ويرفض ذهابهن، مضيفا:"لست معقدا ولا متخلفا ولكنني رجل جزائري، وحرمة بيتي كانت تمنعني أن أترك أفراد عائلتي في شواطئ مختلطة"، وتعبرنادية،28سنة، بطلاقة عن ارتياحها الشديد بهذا الشاطئ النسائي وهي تستلقي بطريقة التي تناسبه على كرسي البحر، فعيون الرجال المتطفلة غائبة عن المكان بعكس الشواطئ الأخرى وكأنها في عالم خاص بها، تضع كريمة الشمس على شرتها البرونزية، لتكتسب مزيدا من السمرة أو السواد الذي طالما كان حلما مستحيلا لها، خاصة أن زوجها يرفض بتاتا مسألة اختلاطها مع الرجال على شاطئ البحر،قائل بثقة تامة:"أستمتع هنا بحرية أكبر لا يمكن لأي سيدة أن تجدها في شاطئ يرتاده الرجال" يحدث هذا مع موجة انتقادات البعض منهم الذين وصفوا التجربة من زاوية التشدد الديني والتخلف، أمثال لطفي،27سنة، طالب جامعي، الذي عبر عن رأيه بصراحة قائلا:"هي خطوة لدعاة عدم الاختلاط ونقطة بداية لهم بحجة التحرش، قائلا:"لا يعني بالضرورة أن يكون تحرشا بالشواطئ العامة، بل إن مسألة التحرش يمكن أن نجده بكل الأماكن حتى في الأسرة الواحدة"، وإن كانت آراء متضاربة، غير أن أغلب الذين تحدثنا إليهم ونحنا نقوم بالموضوع استحسنوا التجربة على أمل تعميمها في شواطئ أخرى تسمح للعديد من النساء للتمتع بموسم اصطياف جميل.