صدر حديثا عن دار الأوطان لصاحبها الطاهر يحياوي، مولود جديد للكاتب المبدع عيسى حديبي عنوانه "ربيع الرماد"، وهي رواية تقع في 176 صفحة، يتناول فيها صاحبها العالم العربي في شكل روائي، المثقف فيها هو الشخصية المحورية للعمل كله، والتي تترجم عبر معظم المشاهد ما يعيشه العربي ومعظم شعوب العالم الثالث . تعد هي العمل الروائي الثاني بعد "رسائل الحنين" الصادرة في 2012 ،عن مطبعة بن سالم بالاغواط . و تحكي روايته الجديدة مثلما حدثنا عيسى شخصيا عن أزمة المثقف، حيث يلعب "السعيد" فيها الشخصية المحورية، مثقف يعيش حياة تيه، وتسليط الضوء على الوضع النفسي و الاجتماعي له عبر رحلة له مع أصدقائه في النص. وللرواية بعد إنساني يمكن إسقاطه على جميع الحيارى من بني البشر و شعوب العالم السائر في طريق النمو تحديدا. كتبت الرواية على مراحل، كانت البداية في 2003 تحت عنوان " الحلم الحزين "، ثم حدثت القطيعة ليستأنف النص سيرورته ، و ينتهي حاملا عنوان "ربيع الرماد"، ثم ما أبعد الربيع عن الرماد، الربيع حياة والرماد بقاياه، وكأنه كان يلمح - مثلما قال- للربيع العربي،وعن راهن الكتابة الروائية في بلادنا، يراها عيسى حديبي في مخاض، يختلط فيها الجيد مع التجريبي، كما يرى أن عددا من محترفي النص الروائي قد أخذوا مسافة في الكتابة مثل الحبيب السائح صاحب "تلك المحبة " وواسيني الأعرج صاحب "كتاب الأمير " وغيره ،ثم أنه يرى كتابة هذه الفئة مستعصية على القارئ العادي وهي موجهة لقارئ نخبوي . يعكف عيسى حاليا على كتابة نص روائي آخر يريده أن يكون مثلما قال " حداثيا " تتميز الكتابة فيه ب " سيلان وتدفق الوعي " ،الاستذكار الماضي ، الاستشراف المستقبلي . اشتغل عيسى على نصوص عديدة مترجما إياها من وإلى العربية ، كما فعل مع نص الشاعرة القاصة حياة الرايس " أنثى الريح " ، كما صدرت له عن دار " إيدي ليفر " Idée livres، مجموعة شعرية بالفرنسية بعنوان " الميثالية المقيدة . لا يحبذ عيسى ترجمة أعماله، لأنه يجد أن النص الإبداعي يختار لغة الولادة عنده، وتعتبر الكتابة عنده فسحة روحية عندما يتجه إليها،كما يحب الجمع بين الآداب وسماع الموسيقى الكلاسيكية والأندلسية. ختم الحديبي روايته ب " عندما يشتد بك الحزن أرسم حلما رماديا لطفل في الظل، زاوج فيه ألوان الموت و الحياة، هو مفترق الطرق ، أين لا قيمة للحياة دون ملاحقة الموت، و لا مرارة للموت دون حلاوة الحياة وعشق التشبت بها، لا تبك الحزن يا كماني ... فقد نتيه ثانية في أخشابك، التي تختلق زوارق الضياع، ثم تنتشلنا أشلاء يضمده الحزن، ليسافر بها من جديد حيث لا نهاية . آه يا كماني إن اكبر مأساة في العشق أن نكتشف أحد نحبه في نقطة من العالم ، وهو يستنزف حريته الغالية في عبودية الفراغ. للعلم فإن عيسى حديبي من مواليد 1967 ببوسعادة ، يسبح مثلما يقول بين الخاطرة و القصة ،المسرح التأملي ،الرواية ، النص الحر، وحتى النص الفكري، هو روائي قاص و كاتب مسرحيات و مترجم نصوص شعرية، يكتب الشعر الحر باللغتين العربية والفرنسية ، له بالإضافة غلى ترجمات لعدد من الأعمال الشعرية حوارات مع كتاب وفنانين ،وقراءات لبعض الأعمال الأدبية على الجرائد والشبكة . مؤلفاته " الحنين " نصوص نشرت بدمشق سنة 2008 وأعاد نشرها في الجزائر تحت عنوان " رسائل الحنين " سنة 2012، له مجموعة شعرية بالفرنسية ، تمت الموافقة عليها وهي قيد النشر ، ستصدر في فرنسا هذا العام .له مخطوطتان في في المسرح التأملي ،ونصوص أخرى عبر الشبكة التواصلية ، له ترجمات لنصوص مختارة لكتاب عرب مثل محمود درويش ،نزار قباني ، حياة الرايس ،فرات إسبر ، ونصوص مختلفة من القصة القصيرة والقصيرة جدا ، و لمن يريد الغوص أكثر في سطور الرواية فهي موجودة بالسوق ،ولا يغني الحديث عنها لمن يريد معرفة التفاصيل .