حادث بودواو خلف قتيل و 196 جريح حسب حصيلة نهائية القطارات..وسيلة أخرى لحصد الأرواح لا يزال مسلسل حوادث القطارات في الجزائر يرسم الحدث ويحصد مزيدا من الأرواح ، وذلك عقب حادث اصطدام قطارين كانا يسيران في اتجاهين متعاكسين على نفس السكة بمدينة بودواو مساء أول أمس ، أدى إلى وفاة سائق قطار وجرح 196 أخرين ، حسب الحصيلة النهائية . وأفاد فاتح حداد ، مدير الصحة و السكان بولاية بومرداس ، أمس ، أن الحادث الذي وقع زوال السبت ببودواو (غرب بومرداس) خلف قتيلا واحدا (رئيس القطار) و 196 جريح من بينهم ستة جرحى حولوا إلى مستشفيات الجزائر العاصمة و لا يزالون تحت المراقبة الطبية ، حسب الحصيلة النهائية وقال فاتح حداد أن جميع الجرحى غادروا مستشفيات و مصحات الولاية و لم يتبق منهم إلا الجرحى الستة الذين حولوا إلى الجزائر العاصمة نظرا لعدم توفر التخصصات الجراحية المطلوبة لإسعافهم ببومرداس و حياتهم ليست في خطر و سيلتحقون بعائلاتهم فور انتهاء العلاج. وعلقت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أمس ، سير القطارات المتجهة نحو شرق البلاد ، لكنها قالت في بيان فيما بعد أن الرحلات ستعود اليوم الاثنين بعد ان يتم إصلاح السكة الحديدية . وواصل عمال السكة الحديدة و مختلف المتعاملين مع القطاع ، أمس ، و بشكل متسارع في إخلاء خط السكة الحديدية من عربات القطار المتضررة جراء الاصطدام بغرض الشروع في إصلاح خط السكة الحديدية و إعادته إلى الخدمة. و جندت مصالح السكة الحديدة كل الإمكانيات البشرية و المادية من أجل الإسراع في عملية سحب و إخلاء خط السكة الحديدية من العربات و القاطرات بغرض إعادة الخدمة للمسافرين في أقرب الآجال الممكنة. ومن جهته قام وزير الأشغال العمومية والنقل، بوجمعة طلعي، بتنصيب لجنة تحقيق إدارية للوقوف على ظروف وتحديد المسؤوليات في حادث الاصطدام حسب بيان صادر عن الوزارة جاء فيه "على اثر حادث السكة الحديدية الذي وقع يوم 24 سبتمبر 2016, على مستوى محطة القطار لبودواو، قام وزير الأشغال العمومية والنقل بتنصيب لجنة تحقيق إدارية باشرت عملها اليوم للوقوف على ظروف الحادث وتحديد المسؤوليات". وأشار بيان الوزارة إلى أن الجرحى الذين تم نقلهم إلى مختلف المؤسسات الاستشفائية قد التحقوا ببيوتهم بعد تلقيهم العلاج الضروري كما تم الشروع في أشغال رفع مركبات القطار وإعادة فتح خطوط السكة. وتعلم الوزارة كل المواطنين المستعملين للسكة الحديدة بأن كل الوسائل قد سخرت من أجل إعادة فتح هذا الخط —يضيف نفس المصدر—. وتجدر الإشارة ، أن وزير النقل بوجمعة طلعي ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف رفقة المدير العام للحماية المدنية مصطفى لهبيري و المدير العام لمؤسسة السكك الحديدية ياسين بن جاب الله ، تنقلوا إلى مكان الحادث للوقوف على عمليات الإسعاف والتكفل بالجرحي. قطارات الموت تحصد مزيدا من الارواح وتأتي هذه الحادثة بعد سلسلة الحوادث التي تشهدها السكك الحديدية في كل مرة، آخرها حادث انحراف القطار الكهربائي الرابط بين الجزائر العاصمة والثنية شهر نوفمبر من سنة 2014 ، والذي أدى إلى وفاة امرأة وجرح 70 شخصا آخرا بالجزائر العاصمة. وقبله بأسبوعين، وقع حادث اصطدام قطار لنقل المسافرين بشاحنة نصف مقطورة خلّفت 13 إصابة في بلدية العجيبة بولاية البويرة. منذ العام 2003 سجل قطاع النقل بالقطار 12 حادثا خطيرا خلفت وراءها قتلى وجرحى؛ ففي 5 فيفري 2003 اصطدم قطاران لنقل المسافرين ببعضهما بالعاصمة وخلف الحادث 55 جريحا. وفي 15 فيفري 2009 وقع حادث اصطدام بين قطارين للمسافرين بعين النعجة بالجزائر العاصمة آحدهما قادم من وهران والآخر من محطة آغا وخلف 19 جريحا. أما في 21 أوت 2011 فاصطدم قطاران بين منطقة قورصو وبودواو ببومرداس، الأول لنقل البضائع والآخر خاص بنقل المسافرين، وكانت حصيلة الحادث قتيلين و20 جريحا، بينما وقع حادث اصطدام بين قطارين في جانفي 2012، أحدهما لنقل المسافرين قادم من الثنية باتجاه العاصمة والآخر محمل بالبضائع كان قد خرج من محطة آغا وخلف الحادث 17 جريحا. وعرفت سنة 2014 ثمانية حوادث انحراف للقطارات عبر شبكة السكك الحديدية للتراب الوطني وهو عدد قليل مقارنة بالحوادث المسجلة خلال السنوات الفارطة. وأرجع المدير العام للمؤسسة الوطنية للسكك الحديدية، ياسين بن جاب الله، في تصريح صحفي سابق، أسباب تزايد حوادث انحرافات القطارات عبر شبكة السكك الحديدية بالتراب الوطني، إلى قدم الحظيرة الوطنية للسكك الحديدية التي تعود لسنوات الاستعمار. وخصصت الحكومة غلافا ماليا ضخما قدره 127 مليار دينار لتجديد الشبكة والدخول في مرحلة الازدواجية عبر كامل الشبكة القديمة المقدرة ب 3800 كلم، وكذا الجديدة منها، وسطرت هدفا لتغطية كاملة وشاملة للتراب الوطني مع آفاق 2025، يصل معها طول الشبكة إلى سقف ال12500 كلم، على أن تكون مزدوجة ومكهربة بالكامل، تصل معها سرعة القطارات إلى حدود ال200 كلم في الساعة. ليختم مسلسل حوادث القطارات في الجزائر لهذه السنة بفاجعة اول امس، ويبقى هذا الملف النقطة التي تأبى السلطات نفض الغبار عليها مكتفية بتبريرات تعيد نفسها في كل مرة.