حسب المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، الملازم الأول، نسيم برناوي، ل”الخبر”، فإن سائق إحدى السيارتين تعرض لجروح خطيرة نتيجة ارتطام سيارته بالقطار الذي جرها أكثر من 30 مترا، حيث اضطر رجال الحماية المدنية “لقطع” سيارته لإخراجه منها قبل نقله إلى المستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، فيما أصيب السائق الثاني بجروح متفاوتة. وأضاف برناوي، في اتصال ب”الخبر”، أمس، أن الحادث خلف حالة من الهلع لدى المسافرين وحارس الممر الذي أصيب بصدمة كبيرة جراء مشاهدته الحادث على المباشر. ويأتي هذا الحادث بعد أقل من شهرين من حادث آخر مُروّع وقع بمحطة حسين داي في العاصىمة، بتاريخ 6 نوفمبر الماضي، إثر انحراف قطار وخروجه عن مساره وهو قادم من محطة آغا باتجاه مدينة الثنية ببومرداس، مخلفا وفاة امرأة تبلغ من العمر 55 سنة وجرح 90 مسافرا. كما سبق أن شهد خط الجزائر العاصمة بجاية، أكتوبر المنصرم، حادثا مأساويا وقع إثر اصطدام قطار لنقل المسافرين بشاحنة نصف مقطورة، مخلّفا إصابة 13 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة في بلدية العجيبة التابعة لولاية البويرة شرق العاصمة الجزائر ب80 كيلومترا. وكانت الشاحنة، حسب مصالح الحماية المدنية، تهم بعبور ممر غير محروس للسكة الحديدية، على مستوى قرية “بوعيش” التابعة إداريا لبلدية العجيبة، ليفاجئها قطار لنقل المسافرين قادم من ولاية بجاية باتجاه العاصمة، فاصطدم بمؤخرة الشاحنة ليجرها عشرات الأمتار. شركة السكة الحديدية: تقاطع الطرق مع السكة خطر على المواطنين من جهته، قال المدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، ياسين بن جاب الله، في تصريح خص به “الخبر”، أمس، بأن صاحب السيارة المتوفى لم يتمكن من الابتعاد من الممر، ليتفاجأ بقدوم القطار بسرعة فائقة، والذي ليس لديه توقف على مستوى محطة بئر توتة، ما جعله يواصل سيره بالسرعة ذاتها في هذه المحطة، ولسوء الحظ اصطدم بالسيارة رغم وجود حواجز أمنية للممر. وأفاد المدير بأن نظام الممرات وتقاطع الطرق مع السكك الحديدية وراء هذا النوع من الحوادث، موضحا بأن مصالحه تشتغل على تخفيض عدد هذه الممرات وتعويضها بإقامة جسور أو أنفاق، كما جرى مع ممر بمدينة بوفاريك سابقا. وعن سبب الحادثة، قال المدير إن لجنة تحقيق مستقلة تعمل على معاينة مسرح الاصطدام لتحديد خلفيات وأسباب وقوعه، مع تحديد مسؤولية الخاطئ. واعتبر بن جاب الله أن الاستمرار في تسيير حركة المرور في نقاط تلاقي السيارات مع القطارات بهذا الشكل خطر يحدق بحياة المواطنين، خاصة مع تزايد عدد السيارات في تلك المنطقة، حيث يعبر يوميا قرابة 160 قطار، مشددا على ضرورة عصرنة تلك الممرات وإيجاد حل نهائي لمشكل تقاطع السكك الحديدية مع الطرقات، رغم أنها لم تشهد حادثا مماثلا منذ أربع سنوات، مشيرا إلى وجود برنامج يرمي إلى عصرنة السكة الحديدية من حيث احترام المواقيت. وبخصوص نتائج التحقيق النهائي في حادثة انحراف قطار محطة حسين داي قبل شهرين، الذي خلّف مقتل امرأة وجرح 90 شخصا، كشف المدير أن اللجنة لم تكشف بعد عما أفرزه التحقيق، موضحا بأن الإدارة هي طرف في التحقيق وليست هي من تقوم به. نشير إلى أننا اتصلنا مرارا وتكرارا بوزارة النقل للحصول على توضيحات أكثر حول الحادث، لكنها لا ترد. 30 قتيلا لحوادث القطارات منذ بداية السنة ❊ تحولت وسائل النقل بالسكك الحديدية إلى “آلة” لحصد أرواح المسافرين الجزائريين، حيث تشير حصيلة حوادث القطارات إلى أن الأخيرة لم تعد وسيلة نقل سريعة لتجنب زحمة المرور، بل خطرا يحدق بالمواطنين، حيث سجلت المديرية العامة للحماية المدنية 30 قتيلا و152 جريح دهستهم القطارات منذ بداية العام، إضافة إلى 3 حوادث لانحراف قطارات نقل الوقود، خلّفت إصابة 6 أشخاص بجروح.