تشارك في مهرجان الخط والمنمنمات والزخرفة التركية أويكو ترزيوغلو أوزور: المنمنمات فن الملاحظة والتمثيل الواقعي *- تحكي الحياة وتعايش الثقافات والحضارات هي فنانة محبة للمنمنمات، تمارسها عن قناعة وبطريقة عصرية، "أويكو ترزيوغلو أوزور" هذا هو اسمها، قدمت من تركيا إلى الجزائر لحضور فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للخط العربي والمنمنمات والزخرفة، بدعوة من إدارة محافظته. خليل عدة وقد علمت الفنانة بالتظاهرة المهداة للفنون الإسلامية الثلاث من طرف صديقة لها تحضر هي بدورها المهرجان تدعى "عائشة أويسال"، وترى بأن هناك معلومات كثيرة في الواب عن المهرجان بالعربية لكن ما يقابلها بالإنجليزية والفرنسية هو قليل. قدمت "أويكو" بأربعة أعمال تم اختيار ثلاث لوحات منها، بينماعرضت لوحتان فقط، بسبب كثرة الأعمال المشاركة وعدم قدرة الصالة بقصر الثقافة لاستيعاب جميع اللوحات. لوحتها الأولى هي "أولوس أنقرة" وهي قلعة توجد في حي عتيق بالعاصمة أنقرة يدعى أولوس. أما اللوحة الثانية فتمثل امرأة أرمينية بأنقرةالمدينة القديمة، وهي تظهر بزيها التقليدي الجميل، امرأة ترعى الماعز، هي مثال لواحدة من الأقلية الأرمينية التي تعيش إلى اليوم في تركيا، كما توضح الصورة المنمنمة تعايش الحضارات والثقافات والأديان حيث تضم في نفس الصورة مسجد وكنيسة. أما اللوحة الثالثة فهي تبرز منظرا طبيعيا جميلا، أشجارا وحيوانات ونهر وأسماك، هي الألوان الحية الطبيعية في كامل جمالها وأبهتها، وهناك صورة ومنمنمة أخرى تعود لتقليد الزواج وطقوسه. ترى "أويكو ترزيوغلو أوزور" أن المنمنمات ليست فقط هي العودة للذاكرة والتاريخ أو استذكار الماضي، بل تراها طريقة لمعايشة وملاحظة وملاحقة الحاضر، ليست فقط للحنين للماضي، بل هي الملاحظة والتمثيل الواقعي، هي مولعة بالمواضيع الحالية، كما في لوحة ومنمنمة الطالبة المتخرجة التي تهدي أستاذتها منمنمة كتذكار وهي مستمدة من الحياة الحاضرة، ولوحة "كوبيكي" التي تبدي الصحفيين وهم غرقى في عالمهم في صالة التحرير لجريدة "كوبيكي" على سبيل المثال لا الحصر. فالكثير من الفنانين يختارون أسماء شخصياتهم النافذة من التاريخ بدافع النوستالجيا للزمن الذي ولى ويجسدونها في أعمالهم الإبداعية. ومن جهة أخرى تهتم الفنانة "أويكو ترزيوغلو أوزور" بعالم الكتابة وتقوم بترجمتها إلى لغتها الأم، وهي متخصصة في اللغة العثمانية القديمة، وهي مع ذلك تواصل دراستها بجامعة أنقرة في الفنون التقليدية التركية، كما تحضر لموضوع ومذكرة في المنمنمات، وتستعمل في كتب للأطفال التي تكتبها صور منمنمات، والتي في جملتها حكايات قديمة، وهذه الصور المنمنمة هي عصرية وليست قديمة. شاركت أويكو في عدة معارض جماعية ببلدها وهي أول مرة تخرج خارج وطنها للمشاركة في مهرجان خاص بالمنمنمات، وهي ترى في ذلك فرصة مواتية وجديرة بالأهمية للتعرف على القامات الكبيرة في هذا المجال، وهناك -حسبها- فنانين وجب أن نتعلم ونتعامل معهم، وهي تشكر بالمناسبة المنظمين والبلد المضيف الذي قام بكل تكاليف النقل والإيواء، كما أشادت بلطف من صادفتهم والتقت بهم من أهل هذا البلد. تشارك "أويكو ترزيوغلو أوزور" في المسابقة الرسمية في المنمنمات، وتجدها صعبة للغاية لقوة المنافسين ويكفيها أن تشارك لكن ترى أن مواطنتها عائشة التي هي معها، هي أوفر حظا منها كونها تمارس المنمنمات منذ زمن طويل، بينما يعود اهتمامها هي بها إلى سنتين. تستعمل "أويكو ترزيوغلو أوزور" في أعمالها تقنية الغواش والاكريليك، وتهتم بالألوان وجمالياتها. هي تفكر في العودة للجزائر مرة أخرى لاستكمال زيارة جميع المدن وتلمسان تحديدا.