منيت بورصة لندن بخسائر سوقية بلغت 37 مليار جنيه إسترليني (46 مليار دولار)، وذلك خلال دقائق معدودة من بدء تداولات أمس، التي جاءت بعد الإعلان مباشرة عن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترمب برئاسة الولاياتالمتحدة الأميركية. وخسر مؤشر "فوتسي 100" الرئيس في لندن أكثر من 2% في بداية التداولات، لتكون الشركات المدرجة في لندن قد فقدت أكثر من 46 مليار دولار من قيمتها السوقية، إلا أن الخسائر تقلصت لاحقاً في أعقاب الخطاب الذي ألقاه ترمب وطمأن فيه العالم بأنه سيبني علاقات جيدة مع كل الدول، وهو ما خفف من حالة الهلع التي سادت الأسواق وكبدت المستثمرين خسائر قاسية. وجاءت الخسائر الفادحة التي منيت بها الأسواق في بريطانيا في أعقاب يوم أسود سجلته بورصات آسيا، حيث هوى مؤشر "نيكي" الياباني بأكثر من 5%، وخسرت بورصة هونغ كونغ (هانغ سينغ) أكثر من 2%، بينما هبطت كل أسواق أوروبا في التداولات المبكرة، وذلك في الوقت الذي كانت تتوالى فيه النتائج والأنباء عن فوز ترمب في السباق نحو البيت الأبيض. وهوت العملة المكسيكية (البيزو) بنسبة 12% في أعقاب الإعلان عن فوز ترمب، وهو أكبر هبوط لها منذ الأزمة، التي ضربت البلاد في العامين 1994 و1995، فيما جاء الهبوط بسبب تعهد ترمب ببناء جدار فاصل على الحدود مع المكسيك لمنع عمليات التهريب التي تشكل نشاطاً اقتصادياً مهماً للمكسيك. وقال محلل اقتصادي في لندن إن خطاب ترمب الذي هدأ فيه من المخاوف وأعلن فيه حرصه على علاقة طيبة مع جميع الدول في العالم يمكن أن يخفف من التوتر في الأسواق الأميركية عندما تبدأ تداولاتها أمس. ورغم ذلك فقد توقعت جريدة "الغارديان" البريطانية في تقرير على موقعها الإلكتروني أن تبدأ تداولات الأسواق الأميركية على هبوط حاد وأن تخسر مليارات الدولارات، حيث قالت إنه على الرغم من خطاب ترمب الإيجابي فإن خبراء يتوقعون هبوط "داو جونز" بأكثر من 374 نقطة، أي بنحو 2%. وتقول "الغارديان" إن فوز ترمب سوف يُنعش الأسهم في ثلاثة قطاعات، وهي شركات الأدوية، وشركات التعدين، وشركات الدفاع. ق.إ