أصبحت روسيا أكبر المستفيدين من فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترمب، بمنصب الرئيس ال45 للولايات المتحدة، وذلك في أعقاب ارتفاع سعر صرف الروبل الروسي في الأسواق العالمية، لتتنفس العملة الروسية الصعداء من أزمتها المستمرة منذ نحو عامين، بسبب تدهور أسعار النفط والتورط في الحرب بسوريا وتكاليف دعم نظام بشار الأسد. وبينما غرق العالم بأكمله في موجة من الخسائر القاسية كبدت البورصات وأسواق الأسهم والسلع والسندات خسائر متفاوتة، بلغت في بورصة طوكيو 5% على سبيل المثال، واجتاحت أوروبا بأكملها صباح الأربعاء، فإن الروبل الروسي الذي ظل يهوي طوال الشهور الماضية سجل مكاسب على وقع فوز ترمب، خلافاً للاتجاه السائد في أسواق العالم. وارتفع سعر صرف الروبل الروسي بنسبة 0.6% أمام الدولار الأميركي بعد ظهر الأربعاء، في الوقت الذي تواصلت فيه الخسائر في أغلب أسواق العالم، فيما منيت العملة المكسيكية (البيزو) بخسائر تجاوزت 12%، وهي أقسى خسارة تتكبدها منذ العام 1994، بسبب المخاوف من أن تتأثر العلاقات التجارية بين المكسيك والولايات المتحدة. وقال مدير الاستثمار في شركة (GAM) باول ماكنمارا إن فوز ترمب بالانتخابات "يُقدم تحركاً مهماً ضد العولمة، وهو ما يُشكل أخباراً سيئة للأسواق الناشئة، وخاصة تلك الأسواق الأكثر تعرضاً للولايات المتحدة"، بحسب ما نقلت عنه جريدة "فايننشال تايمز" البريطانية. وأضاف: "ما زلنا نشعر بأن الدول ذات الأسواق الناشئة التي لا تعتمد بشكل كبير على الدور الأميركي هي ذات الآفاق الأفضل، ولذلك فإن الأمر يتباين بين المكسيك وآسيا، ومن البرازيل الى روسيا وغيرها من الاقتصادات الأوروبية"، مضيفا: "العنصر الأهم هنا هو عدم الاستقرار، والمستقبل القريب سوف يزودنا بكثير من المعلومات". وتقول "فايننشال تايمز" إنه بسبب حجم التعرض للاقتصاد الأميركي فإن الأصول الروسية سوف تشهد انتعاشاً هي الأخرى بسبب الآمال بأن يقود الرئيس ترمب العلاقات الأميركية الروسية نحو مزيد من التقارب خلال فترة ولايته. يشار إلى أن ترمب أشاد سابقاً بقيادة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقال إنه يعتزم رفع العقوبات عن القادة الروس، والتي تم فرضها عليهم بسبب الأزمة الأوكرانية التي تسببت بتوتير العلاقات بين الدول الغربية وروسيا، وتسببت بغضب واسع لدى الاتحاد الأوروبي الذي اعتبر أن موسكو تحارب أوكرانيا بالقرب من حدوده.