*- للمخرج عيسى جكاطي عن نص "فريدريكو غارسيا لوركا" دخل العرض المسرحي "الإسكافية " للمسرح الجهوي لسكيكدة، المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف الذي دق دقته الحادية عشر، وهو العرض الذي دشن التظاهرة الركحية ورفع المستوى عاليا أمام المتنافسين السبعة عشر من الفرق المشاركة، العرض الذي بعث الراحة وطمأن الكثير على مسار المهرجان الذي دخل مرحلة جديدة. المسرحية للمخرج عيسى جكاطي عن نص "فريدريكو غارسيا لوركا"، سينوغرافيا إبراهيم الخليل زعيتر، كوريغرافيا حابس سليمان، تصميم موسيقى صوفي عبد القادر. تحكي المسرحية قصة العلاقة المضطربة بين زوجين يكون الزوج أكبر سنا من زوجته بثمانية عشر عاما. لم تكن الزوجة راضية من الزواج وحلمت بحياة أخرى فجعلت تقسو على زوجها وتختلق الشجارات، حتى دفعته إلى الهرب من البيت مما يضطرها إلى جعل بيتها مشرباً. تتعرض الزوجة للعديد من المضايقات والمتاعب وتجبر أن تواجه مريدين كثر فتتغيّر نظرتها إلى زوجها وتراه خير الرجال وتطرد العشاق المتهافتين عليها. ويعود الزوج متخفياً فيرى إخلاص زوجته ويتحقق من رغبتها في عودته فيكشف لها عن شخصيته لكن الزوجة تعود إلى شقائها مرة أخرى. تحوي المسرحية قصيدة يلقيها الزوج متنكرا بزي محرك الدمى. تشكل القصيدة صيغة مختصرة للمسرحية. فيديريكو غارثيا لوركا شاعر إسباني وكاتب مسرحي ورسام وعازف بيانو، كما كان مؤلفاً موسيقيًا، ولد في فوينتي فاكيروس بغرناطة في 5 جوان 1898. كان أحد أفراد ما عرف باسم جيل 27. أُعدم من قبل الثوار الوطنيين وهو في الثامنة والثلاثين من عمره في بدايات الحرب الأهلية الإسبانية. يعده البعض أحد أهم أدباء القرن العشرين. وهو واحد من أبرز كتاب المسرح الإسباني في القرن العشرين بالإضافة إلى زميليه أنتونيو بويرو باييخو ورامون ماريا ديل بايي إنكلان، وتعد مسرحيتيه عرس الدم وبيت برناردا ألبا من أشهر أعماله المسرحية. فيما كانت قصيدة شاعر في نيويورك من أشهر أعماله الشعرية. اغتيل لوركا بين قرى فيثنار وألفاكار في 19 أوت 1936 عند بداية الحرب الأهلية. المخرج عيسى جكاطي: النصوص الكلاسيكية صالحة لكل زمان ومكان دافع مخرح مسرحية "الإسكافية" العجيبة، عن العمل الذي أخرجه لمسرح سكيكدة الجهوي حيث قال "اخترت مسرحية الإسكافية العجيبة يقول جكاطي لأنها صالحة لكل زمان ومكان خصوصا ونحن في هذه الظروف، فهي حكاية شابة في مقتبل العمر لم تتعدى العشرين تتزوج من خمسيني ورغم عدم التوافق المزاجي وعدم القدرة على المجايلة، والمشاكل المختلقة والدسائس الفتن وهروب الزوج الإسكافي في آخر المطاف، عندما أصبح الأمر لا يطاق، إلا أن الأحداث المتوالية المترتبة عن هجران الزوج رفيقته، أظهرت وفاء المرأة الشابة لزوجها الشارد وتمسكها بالارتباط به، رغم سعي الكثير من أجل فك ذلك الرباط المقدس، أولهم عمدة المدينة ومن ورائه نساء الجيرة الغيورات الثرثارات. وأضاف جكاطي أن الأمر ينسحب على أسرة في مجتمع جزائري أو في مجتمع عالمي، فالأبواب كلها مفتوحة، كما جاء في تصميم العرض، السنوغرافيا، بين الجيران وبين الإسكافية وجيرانها، متمثلا في الأبواب والنوافذ المفتوحة على مصراعيها، وهي كناية -حسبه- على الانفتاح على العالم، فالطفل الذي عمره سبع سنوات، تجده متصلا بنظرائه وغيرهم من العالم كله وما ينجر عن ذلك مخاطر، ثم سحب ذلك على الوضع السياسي الأمني، على يجري لجيراننا والوضع في سوريا وليبيا. وهنا قال له أحد المتدخلين أنك حملت النص ما لا يطيق، فقصة المسرحية بسيطة رغم أهميتها وهي لا تشير إلى ما ذهب إليه مخرج العرض جكاطي وجعلها تتحدث عن الواقع العربي العالمي. ثم أن جكاطي أراد القول بأن المرأة هي أيضا وفية وليس كما هو المتداول المتعارف عليه بأنها غير وفية، وهذا رغم الإغراءات والضغوطات. وعن استعمال اللغة العربية الفصحى في العرض، قال جكاطي أنه جرب الدراجة في بداية الأمر لكنه سقط في إشكالية "الساكاتش" فلم نقدر أن نعطي لنص غارسيا لوركا والوصول إلى مستوى معين إلا من خلال استعمال النص العربي الفصيح، ثم أين الأشكال في استعمال العربية طالما مسرحية الرجل تقدم عالميا بلغات شتى، ثم إن اللغة ليست مشكلا البتة يقول جكاطي. وإنما المعول على الممثل المقتدر الذي يستطيع تجسيد الدور ركحيا. وخلال فقرة نقاش المسرحية قال جمال سعداوي، أننا نكتشف شيئا جميلا ومهما وذلك التناغم والانسجام بين الإخراج، والرؤية الإخراجية لجكاطي الذي عودنا الجدية، بين النص والكوريغرافيا، التي نحسها شيئا دافعا للعرض، مثلها مثل السينوغرافيا التي كانت على مقاس العرض تؤدي وظيفتها الجمالية رغم بساطتها، لقد كنا أمام عرض فيه مجهود جماعي واضح. بينما دعا بعض المتدخلين إلى استعمال لغة ثالثة وسط بين العربية والدارجة وهو ما يطرح حسب البعض مشكلة الصدق في الأداء.