تبادل الوصفات التقليدية تنتقل لصفحات التواصل الاجتماعي جزائريون يتصدون لبرودة الطقس بالمأكولات الشعبية تتسارع البيوت الجزائرية على إثر موجة البرد القارصة إلى إعداد المأكولات الشعبية الساخنة التي تكتسب الجسم مناعة في التصدي لبرودة الطقس، في وقت تشهد مواقع التواصل الاجتماعي موجة كبيرة في تبادل وصفات البرد مما شجع البعض على تحضيرها. زهية.ب ويعد الإقبال على المأكولات الشعبية الدسمة من شأنه التخفيف من برودة الطقس، خاصة وأن وطننا يشتهر بالعديد من الأصناف والأكلات الشعبية الدسمة والشهيرة وفي مقدمتها البركوكس واللوبيا الحمرا بأرجل البقر والشخشوخة وغيرها من الأطباق التي تتناسب وموسم الشتاء، حيث تسهم هذه المأكولات في منح الجسم سعرات حرارية عالية، خاصة بعد هطول امطار غزيرة خلال الفترة الماضية، واستمرار تهاطل الثلوج علة ولايات عديدة من الوطن. المأكولات الشعبية تتصدر الموائد الجزائرية وحين تطرق باب البيوت الجزائرية في يوم ممطر وبارد فإنك لا تجد فوق موائد الجزائريين سوى تكربابين والبركوكس واللوبية بأرجل البقروالشخشوخة وغيرها من الوجبات الساخنة التي من شأنها مساعدة الجسم على مواجهة برودة الطقس، ولا يتوقف الشباب في الشوارع وهم يهمون لدخول بيوتهم ساعة الغذاء في يوم ممطر بارد عن ترديد واحدة من العبارات الثلاثة، "اليوم تع لوبية" أو "اليوم تع تكربابين" أو "اليوم تع بركوكس" وعادة ما يغادر الأبناء أو الأزواج المنازل صباحا وهم يناشدون الأمهات أو الزوجات بتحضير واحد من هذه الأطباق الثلاثة الشتوية، وبعضهم يكاد يستجدي الأمهات أو الزوجات لدفعهن إلى تحضير تلك الأطباق في وقت يعلم هؤلاء الوقت الكبير الذي يستغرقه إعداد هذه الاطباق التي تستدعي جميعها المرور بعدة مراحل حتى تستوي وتزدان بها الموائد، خاصة وأن الأطباق الشتوية جميعها غنية بالخضر والدسم والحار تجعل الأكلة عند استوائها لزجة جدا ومغذية تجعل آكليها يتصببون عرقا من فرط "حرارتها التي تزيدها شهية الهريسة المضافة إليها، وتظل هذه الأطباق على مر العصور أطباق الشتاء بلا منازع لم تزحزحها رغم صعوبة تحضيرها أطباق أخرى تقليدية مثل الرشتة والكسكسي والشخشوخة، وفي هذه الأطباق جميعها تستعين النسوة كثيرا بالبقول الجافة مثل العدس والفول المجفف والبازلاء والحمص واللوبيا باعتبارها تحتوي على نسبة مرتفعة جدا من البروتين والحديد وتعتبر بديلا اقتصاديا عن اللحوم وتعطي الجسم حرارة ما يجعلها تناسب بامتياز موسم الشتاء. أطباق ساحنة وبسيطة لا ترهق جيب المواطن وما يميز هذه الأطباق أنها بسيطة لا ترهق جيب المواطن محدود الدخل، فهي لا تتطلب لوازم عديدة وباهضة الثمن، ويتصدر طبق اللوبيا الحمرا رأس قائمة الأطباق الشتوية بامتياز، ويعد الطبق في متناول كل العائلات بالأخص الفقيرة منها، لاحتوائه على مكونات لا ترهق الجيوب، إذ لا يتطلب الطبق سوى مجموعة خضروات موسمية تستوي داخل مرق أحمر، الممزوج بالأعشاب العطرية مثل الكرافس والكزبرة، وعادة ما نسمع أن عبارة "اليوم نهار لوبيا"وكأنها الغطاء الذي يدفء الجسم ويحميه من برودة الطقس، اضافة لطبق التكربابين والبركوكس الذي تشتهر به العديد من مناطق الوطن، خاصة أنها أطباق غنية بالخضر التي تظهر مع فصل الشتاء وتحضيره فرصة مواتية للاستفادة من كل خضروات موسم الشتاء، كما تشترك أطباق الشعبية في كونها أطباقا عجينية تتخذ أشكالا مختلفة، فطبق البركوكس يستعين بأقراص عجينية متباينة الحجم، تحضرها أو تفتلها النسوة في البيت أو تجدها في السوق جاهزة للاستعمال. اللوبيا ..مدفأة الجزائريين في فصل الشتاء ويقبل الجزائريون في مثل هذه الأجواء الباردة على تناول الأطعمة الساخنة التي تزود الجسم بالطاقة بشكل مختلف عن باقي فصول السنة، حكاية الجزائريين مع اللوبيا الحمرا برجلين البقر معروفة، ويحكي محمد،37سنة، صاحب محل لبيع المواد الغذائية، أن يلجأ العديد من المواطنين إلى اقتناء اللوبياء في أجواء البرد القارص، كونه الطبق المفضل الذي يشعرهم بالدفء ويخفف عنهم برودة الطقس، ، بعد أن تناستها ربات البيوت و استبدلنها بأكلات عصرية، كونها تبقى الوحيدة القادرة على مواجهة البرد كما كانت دائما ،حسب تعبير نصيرة،47سنة، التي أكدت بأنها تحافظ على تحضير هذا النوع من الأطباق كل موسم شتاء، ما جعل أبناؤها يعتادونه و يطلبونه، خاصة إذا حضر بأرجل البقر التي تمنحه طعما خاصة وتزيد من كمية السعرات الحرارية التي يمنحها للجسم، دون أن ننسى العدس الذي عادة ما تحضره ربات البيوت على شكل حساء ساخن يقلل من برودة الطقس ويمنح الجسم حرارة تقيه من الأمراض وتمنحه مناعة في مواجهة نزلات البرد. عدوى تبادل الوصفات الساخنة تنتقل لصفحات التواصل الاجتماعي وساهمت موجة البرد و الانخفاض الكبير في درجات الحرارة الذي تشهده مختلف المدن الجزائرية مؤخرا إلى إقبالا ربات البيوت في صنع و تحضير هذه الأكلات، في المقابل تسارع أخريات إلى تصوير هذه الأطباق وتبادلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أجل اضفاء نوع خاص من الدفء على الأجواء الباردة، حيث تحولت صفحات التواصل الاجتماعي إلى مطبخ تقليدي كبير، و حتى تبادل عادات و تقاليد كل منطقة، ما شجع الكثيرون على تحضير أكلات لا تنتمي لمنطقتهم، غير أنهم يكتفون بكونها جزائرية في مكوناتها، و طريقة تحضيرها، و يرى أصحاب بعض الصفحات بأن هذه الظاهرة عامل مساعد في الحفاظ على الموروث الجزائري، ولم يستثنى النساء فقط لتنتقل هذه العدوى للرجال أيضا الذين أصبحوا يحرصون على تناولها ومعرفة ما تحضره لهم أزواجهم أو أمهاتهم، يقول رابح،43سنة، بأنه حريص على تناول الأكلات التقليدية في فصل الشتاء، و بأنه كثيرا ما يتناقش مع أصدقائه حول الطعام الساخن خاصة في مقر عمله ، كما شغل الفايس بوك الخص به هذه الفترة وصفات للعديد من الأطباق من مختلف مناطق الوطن. "السلاطة مهراس" أو "الزفيطي" الوجبة الأكثر استهلاكا بالمسيلة في الشتاء يكثر في أوقات البرد عبر أغلب مناطق ولاية المسيلة استهلاك سلاطة مهرا س أو "الزفيطي" أو ما يعرف أيضا ب"الباطوط" الذي ينصح يتناوله لعلاج الزكام. ففضلا عن استهلاكه في البيوت وسط العائلة كثيرا ما يزداد الطلب عليه ببعض المطاعم التي اختصت في تحضير هذا الطبق الشعبي. ويحضر طبق "الزفيطي" من خبز "الرخساس" المعجون بطحين القمح دون تخمير بإضافة العديد من التوابل يشكل فيها الفلفل الحار نسبة كبيرة كما تضيف ربة البيت الطماطم الجافة المسماة محليا "المشرحة" والثوم و الكسبر والزيتون الأخضر والماء. وتعج خلال الأسبوع الجاري الذي يتسم بتساقط الثلوج على مرتفعات ولاية المسيلة فضلا عن انخفاض درجة الحرارة مطاعم مدينة المسيلة بمستهلكي السلاطة مهراس وهم غالبا من الشباب الذين يفضلون تناوله جماعيا في المطعم تجنبا لتحضيره في البيوت كونه يحتاج إلى الوقت والجهد . ومن بين هؤلاء أحمد القادم من بلدية المعاضيد و الذي كان بأحد مطاعم عاصمة الحضنة المختصة في تحضير "الزفيطي" حيث قال بأنه منذ عدة سنوات و هو يتناول طبق السلاطة مهراس بكثرة في فصل الشتاء معتبرا أنه كثيرا ما عالج الزكام الحاد بتناوله هذا الطبق لعدة مرات . من جهته أكد صديقه سالم الذي كان برفقته أن السر في هذا الطبق أنه يرفع درجة حرارة الجسم مهما تكن حرارة الطقس منخفضة لدرجة التعرق ما ينتج عنه زوال الحمى وتفتح المنخرين بعد أن يكونا مغلقين بسبب الزكام على حد تعبيره . وبالنظر للحريرات التي تكتسب بعد تناول هذا الطبق الحار فهي تعمل على الحفاظ على حرارة الجسم ومقاومته البرودة خصوصا إذا اصطحب تناوله بزيت الزيتون أو الزبدة. ومن بين مميزات "الزفيطي" أنه يحتوي على فيتامينات مصدرها الفلفل والطماطم والزبدة أو زيت الزيتون و اللبن الذي يستهلك مكان الماء لأن هذا الأخير لا ينصح بتناوله بعد الوجبة الحارة نظرا لما قد ينتج عنه من ضرر صحي . و تعد أكلة "الزفيطي" طبقا شعبيا تشتهر به منطقة المسيلة و ما جاورها من قرى رغم أن القليل من السكان يسمونه "الباطوط" و هو طبق تقليدي يتناوله السكان طوال السنة كرمز للمأكولات التقليدية التي لا يمكن الاستغناء عنها. فالمرأة التي لا تحسن إعداد هذا الطبق الشهي هي في العرف المتداول بعيدة عن أصالة المنطقة وتقاليدها المتوارثة إذ تعمد ربات البيوت على تعليمه لبناتهن منذ الصغر حتى يقدمنه بإتقان. و توضع التوابل في مقلاة ويضاف إليها قليل من الزيت حتى تصبح على شكل مرق ويمزج مع فتات الخبز الرخساس داخل آنية خشبية تقليدية اسطوانية الشكل تدعى المهراس الذي يصنع من خشب الكروش القاسي. ويقدم طبق "الزفيطي" ساخنا مع اللبن أو الحليب كونه يخفف من حدة حرارته ويتم تناوله بواسطة ملاعق خشبية إذ يعتبر من مقبلات الأكل و لكن بكمية قليلة باعتباره فاتحا للشهية فيما يعد بالنسبة للعائلات الفقيرة وجبة كاملة في الأيام العادية و طوال السنة. وأملت التغيرات الحاصلة في المجتمع المسيلي من بينها عمل المرأة خارج البيت تناول "مهراس الزفيطي" في المطاعم المتخصصة في الأكلات التقليدية الآخذة في الانتشار منذ عدة سنوات عبر كبريات مدن الولاية على غرار المسيلة و سيدي عيسى و بوسعادة. وحسب ناصر وهو من بين الأوائل الذين تخصصوا في تحضير الأطباق التقليدية بمطعمه بوسط مدينة المسيلة فإن الإقبال على تناول هذا الطبق في المطاعم يسجل الذروة في وجبة الغذاء عكس العشاء وذلك لسبب بسيط وهو أن الفترة المسائية تشهد عودة النساء العاملات إلى بيوتهن و يتكفلن بتحضير هذا الطبق في البيت . و أضاف المتحدث بأن طبق "الزفيطي" المسوق في المطاعم لا يختلف عن نظيره المحضر في البيوت كون هذا الطبق يتكفل بتحضيره نساء سواء في المطاعم التقليدية أو في البيوت غير أن تناول الطبق في المطاعم يضفي نكهة خاصة يجتمع فيها الأصدقاء و الأحباب عكس تحضيره في البيوت ليقتصر غالبا تناوله على أفراد العائلة . ورغم ارتفاع سعر "المهراس" الذي يحضر في إناء خشبي والذي يفوق 200 د.ج لوجبة مخصصة لشخصين إلا أن ذلك لم يؤثر على كثرة الإقبال عليه حتى من قبل العنصر النسوي خصوصا العاملات منهن. وبالرغم من أن لمهراس السلاطة أو "الزفيطي" منافع تتمثل في كونه خال من الدهون المشبعة وكثير الفيتامينات التي تساعد على إعطاء الطاقة والنشاط اللازم حيث ينصح به عموما للمصابين بالزكام غير أن من مضاره برأي الطبيب العام محمد والي فهو يلحق الضرر بالمصابين بقرحة المعدة و كذا بمرضى ارتفاع الضغط الدموي.