تزامنا وفصل الشتاء ومع اشتداد برودة الطقس، تشهد المطاعم الخاصة بتحضير الأكلات الشعبية إقبالا كبيرا من طرف المواطنين، وهو ما لحظته السياسي خلال جولة استطلاعية قادتها إلى بعض المطاعم بالعاصمة، أين تشهد اكتظاظا كبيرا من طرف الأشخاص للظفر بوجبة شعبية ساخنة تقيهم قساوة فصل الشتاء. الأكلات الشعبية تستهوي الجزائريين على الرغم من الانتشار الواسع للأطباق الراقية على مستوى المطاعم الفخمة، إلا أن أغلب الجزائريين يميلون إلى أكلات شعبية بسيطة وأدمنوا على تذوقها والإقبال عليها خارج المنزل بعد أن وفرتها محلات الإطعام السريع، وهو ما ساهم في زيادة الإقبال عليها من طرف مختلف الشرائح العمرية، لاسيما وأنه يتوافق أكلهما مع هذه الفترة المتزامنة مع جو بارد وممطر، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية حيث أنه ومع الساعات الأولى التي تسبق وقت الغذاء حتى تكتظ هذه الأخيرة بالأشخاص رغبة منهم في الحصول على وجبة غذاء اليوم، إذ ما إن يحن موعد الغذاء حتى يتهافت العشرات إن لم يكن المئات من الأشخاص على المطاعم الشعبية أو التي تحضر الأكلات التقليدية عبر مختلف الأحياء والشوارع، وهو ما أطلعنا عليه رياض حيث قال في هذا الصدد أنه من عشاق الأكلات الشعبية والتقليدية التي تحضرها بعض المطاعم، وأنه يتناولها بصفة مستمرة كوجبة غذاء وخاصة في فصل الشتاء. ويضيف عمر في ذات السياق أنه يتناول الوجبات الشعبية طيلة فصل الشتاء، وأنه لا يفوت فرصة تناولها، خاصة وأن بعض الأكلات تحضر خصيصا بفصل الشتاء. وتلجأ أغلب المطاعم إلى تحضير هذه الوجبات خصيصا في فصل الشتاء، وذلك بسبب الإقبال الكثيف عليها من طرف المواطنين وتعلقهم بها واعتيادهم على تناولها في فصل الشتاء، حيث يغري الكثير من أصحاب المطاعم قائمة الطعام المعتادة ليلجأوا إلى تحضير الأطباق الشعبية الخاصة بفصل الشتاء نضير ما تعرفه من استهلاك واسع في أوساط الأشخاص، ليقول كريم صاحب مطعم خاص بالأكلات الشعبية في هذا السياق بأنه يعمد لتحضير الأكلات الشعبية خلال فصل الشتاء بسبب الطلب الكبير والإقبال الكثيف عليها. وتمنح المأكولات الشعبية لمتناوليها الدفء والطاقة التي يحتاجها الإنسان لمجابهة برد وقساوة الشتاء، كما تمنحهم الشعور بالشبع طيلة ساعات اليوم، ما زاد من إقبال المواطنين عليها في فصل البرودة لما تقدمه هذه الأخيرة من دفء وشعور بالطاقة ومقاومة كبيرة للبرد، وهو ما أطلعنا عليه يوسف ليقول في هذا الصدد بأنه يتناول هذه الوجبات باستمرار، وبأنها تمنحه الطاقة والدفء طيلة ساعات اليوم. ويلجأ العمال خاصة إلى تناول هذه الوجبات إذ يفضلونها دون سواها إذ نجدهم يتوافدون على هذه المطاعم وقت الغذاء، ليقول محمود في هذا السياق بأنه عامل ويتوجب عليه تناول الغذاء خارج المنزل يوميا، ليضيف بأنه يتوجه يوميا إلى المطاعم الشعبية لتناول هذه الوجبات والاستمتاع بأكلها. ويشاطره الرأي منير ليقول في ذات السياق بأنه يفضل الأكلات الشعبية وأنه يتردد باستمرار على المطاعم الخاصة بتحضيرها وقت الغذاء، ليضيف بأنه يستمتع بتناولها رفقة أصدقائه في فصل الشتاء. ولا يقتصر الأمر على العمال فحسب، فالماكثين بالبيت أيضا لهم شغف تناول هذه الوجبات حيث يتوافدون على مثل هذه المطاعم للظفر بوجبة شعبية ساخنة، وهو ما أطلعتنا عليه رانية لتقول في هذا الصدد بأنها تحب الأكلات الشعبية التي تحضرها المطاعم وبأنها تقوم باقتنائها أحيانا من المطاعم. اللوبيا والدوبارة.. الوجبات المفضلة خلال فصل الشتاء وتعرف وجبة اللوبيا إقبالا كبيرا من طرف المواطنين حيث أنه لطالما اقترنت هذه الوجبة بفصل الشتاء لكثرة ما تعتمد عليها العائلات كغذاء أساسي طيلة فصل الشتاء لما تحتويه من طاقة ولما تمنحه للجسم من دفء، إذ أن أغلب المطاعم تقوم بتحضير هذه الوجبة لما تعرفها من إقبال كبير من طرف الأشخاص، وهو ما أطلعنا عليه أمين صاحب مطعم ليقول في هذا الصدد بأنه يحضر طبق اللوبيا يوميا خلال فصل الشتاء، وذلك لما يشهده من إقبال كبير من طرف الأشخاص. ويضيف فاتح بأنه من عشاق اللوبيا وأنه يتناولها بصفة شبه يومية بالمطاعم الخاصة التي تقوم بتحضيرها، ليضيف بأنه لا يفوت فرصة تناول هذا الطبق مع الأطباق الأخرى. ولا يقتصر شغف المواطنين على طبق اللوبيا ليمتد إلى أطباق شعبية أخرى لذيذة وذات طاقة كبيرة على غرار الدوبارة، والتي تعرف أيضا الإقبال من طرف الأشخاص لما تحتويه من قيمة غذائية عالية تمنح الجسم الطاقة الكافية لمقاومة برودة الشتاء، إذ يطلعنا عادل في هذا الصدد بأنه يفضل طبق الدوبارة كثيرا ويتناوله باستمرار في فصل الشتاء، ليضيف بأن هذا الطبق لا يقاوم وخاصة أنه ملائم لمحاربة برودة فصل الشتاء. وعلى غرار ذلك، تستغل العديد من النساء فترة الشتاء لاستظهار مهارتها في تنويع الأطباق المرصعة بلحم الخروف الجبلي والمتبلة بمختلف البهارات، على غرار إكليل الجبل، الزعتر والقرنفل وشواشي الورد، وذلك من أجل أن تعبق الأكلات الشعبية وتضفي عليها ميزة خاصة ويكمن جمال هذه الأخيرة من خلال الأواني المستعملة في هذه الأطعمة والمصنوعة عادة من الفخار الذي تزينه أشكال وفسيفساء مستوحاة من الحضارة الإسلامية.