صرحت لنا كثيرات ممن يعملن كنادلات في المطاعم، المقاهي وقاعات الشاي، أنهن يتعرضن غالبا لضغوطات ومشاكل في امجتمعنا بسبب هذه مهنتهن، وأن مهنة النادلة لا يزال وينظر إليها نظرة حتقار وتهميش، وغيرها من الاتهامات التي تلاحقهن في الأخلاق والشرف والسمعة السيئة، سلطنا الضوء على هذه المهنة واقتبرن من نادلات بغية معرفة الظروف المحيطة بهن ومدى تقبل المجتمع لهن، وهل يقبل الشاب الجزائري أن تكون زوجته المستقبيلة نادلة. زهية.ب رغم اقتحام المرأة كل الميادين التي لم يسمح قط للمرأة اقتحامها نظرا لعادات وقيم مجتمعنا ، كعمل نادلة في المقاهي والمطاعم الذي أصبحت ظاهرة تتنامى يوما بعد يوم، حتى غدت مظهرا من مظاهر انفتاح المجتمع وتحرر المرأة التي تمكنت من اقتحام جميع ميادين العمل بجرأة وثقة وجدارة ، إلا أن كثيرا ما ينظر للنادلة من زاوية خاصة ترفضها صاحبات هذه المهنة، خاصة حينما يتعلق الأمر بالزواج. شباب يقبلون عملها ويرفضون الزواج بها انقسمت آراء الشباب حول هذه الظاهرة بين مؤيد ومعارض لهذه المهنة، إلا أن في مسألة الزواج والارتباط صرح لنا معظمهم إن لم نقل كلهم عن رفضهمن التام لأن تكون زوجتهم نادلة، فيما اقتصر آخرون على تقبل الارتباط بنادلة شرط تخليها عن هذه المهنة بعد الخطوبة وليس بعد الزواج، آراء كثيرة اقتصرت لنا نظرة الاحتقار والرفض التي تعاني منها النادلة في مجتمعنا لا يعترف بخدمة المرأة للزبون، عبد اللطيف، 28سنة، قال انه مع عمل المرأة، كما أنه يفضل أن تقوم بخدمته نادلة على أن يكون نادلا، كون الفتاة حسب رأيه تقدم الخدمة مصحوبة بالابتسامة وتعامل الزبائن بلباقة، إضافة إلى ذلك فهي نشيطة تحرص على النظافة وتلبي الطلبات بسرعة كونها متعودة على أداء الأعمال المنزلية في البيت عكس الذكور، لكن أن يرتبط بنادلة فهذا بالنسبة له ظرب من الجنون، فيما وصف لنا صديقه المشهد قائلا :"والدتي سوف تطردني معها من البيت دون رجعة"، كما اعتبر آخرون أن النادلة لا تتناسب مع المرأة في مجتمعنا المحافظ والرجل الجزائري الذي يرفض الارتباط بنادلة مهما كانت الظروف، وهنا يسرد لنا محمد،32سنة، قصة صديقه الذي تعلق بنادلة بممطعم كان يتردد إليه، وأحبها لحد الجنون، فقرر الارتباط بها، لكنه طلب منها التكتم عن مهنتها واخفاء أمرها عن أهله، وبالفعل توقفت خطيبته عن العمل ولم تصرح لأحد بعملها السابق، وهما يعيشان زواجا ناجحا وسعيدا، فيما كان رمضان،42سنة، رأي مخالف فهو يرى أن هذه المهنة خاصة بالرجال كما تساءل قائلا كيف للمرأة أن تطلب من الرجل أن يساعدها في أعمال المنزل وهي تقوم بخدمة الآخرين, بينما قال فاروق،35سنة، أن هذا العمل هوتقليد أعمى للغرب وتعود المسؤولية حسب رأيه إلى أصحاب المطاعم والمقاهي الذين يشغلون الفتيات لإغراء الزبائن وجلب أكبر عدد منهم لتحقيق الربح. نظرة دونية لاتزال تلاحقهن كانت أصبح رؤية نادلات في المطاعم والمقاهي والكافيتيريات أمرا اعتياديا، بل احتكرن هذا المجال بجدارة لنجدهن متواجدات حتى في مطاعم بأحياء محافظ، إلا أنه صرحت لنا كثيرات ممن تحدثن إليهن اللواتي يعملن كنادلات في المطاعم، المقاهي وقاعات الشاي، أن عملهن لا يزال لا يعترف به مجتمعنا وينظر إليه نظرة، سوسن شابة ذات 20 سنة، تعمل كنادلة في المطعم لم تنفي نظرات الشفقة وأحيانا الازدراء والتعالي التي تلحقها من عيون الناس إلا أنها قاومتها لتعيش وتضمن قوت يومها أفضل من سؤال الناس، كما اضافت انه يجب عدم التعالي على الشغل كونه أصبح عملة نادرة في وقتنا الحالي، فيما التقينا بفتاة تبلغ من العمر17 سنة تدرس في الثانوية قالت إنها تعمل كنادلة في العطل المدرسية، وهذا لتمضية الوقت والتسلية وكسب البعض من المال بدل قضاء العطلة في المنزل، كما قالت إنها لا تبالي بنظرة الناس فهذه المهنة تحتقر من طرف فئة كثيرة، لكنها لا تبالي بهم و قررت التحدي رغم الظروف التي تواجهها، في حين صرحت لبة،22سنة، أن بعض جيرانها قطعةا علاقتهم بها وأصبحت بالنسبة لهم والبعض فتاة الشارع لا تشرفهم ولا يسمح لبناتهم التواصل معهن إلا خفية عن أبائهن. سمعة تلاحقهن ومضايقات يواجهنها يوميا صرحت العديد من الفتيات اللواتي يعملن كنادلات أنهن يعانين من صعوبة هذه المهنة، باب تدهور سمعتهن، فالناس حسب رأيهن لا يحترمون عمل النادلة مع أنه عمل شريف كأي عمل آخر، فهم يظنونها فتاة سهلة وتعمل على حل شعرها وكثيرا ما يجزمون بأنها فتاة غير محترمة وليست شريفة، وتضيف مروى،23سنة، نادلة بكافيتيريا، أن هناك فتيات شوهن سمعة النادلة، لكنها استطاعت أن تجبر زبائن المقهى الذي تشتغل فيه على احترامها، وتضيف أن أي فتاة تستطيع فعل ذلك بالصبر وصد أي محاولة لتخطي حدود الأدب والاحترام دون أن تغيب اللطف والابتسامة المهذبة وذلك ضروري لأنها تضمن الحفاظ على عملها، الجميع من يعمل مع مروى من صاحب المقهى وكل الزملاء الذين تشتغل معهم يحترمونها ويتعاملون معها على كونها جزء من عائلتهم الصغيرة ، وذلك يعود إلى لطفها وصرامتها في كل ما خص الحشمة، الأدب والاحترام، تكتفت بالقول أنها تعيش مستورة وتساعد أسرتها وهي بانتظار أن تأتيها فرصة لتتزوج فيها وتستقر، ولم تناقش حقوقها في التغطية الصحية والضمان الاجتماعي . وعن سؤال حول الإكراهات التي تواجهها تجيب مروى بعد ضحكة طويلة "كل ما تقرب مني شاب بغية التعرف علي قصد الزواج ما أن يعرف أنني أشتغل نادلة بمقهى حتى يغيب عني دون رجعة"، واتبعت كلامها بضحكة عمقها مرارة إنسانة تتمنى الانعتاق من حاضر فرض عليها فرضا.