انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة النادلات بكثرة في مجتمعنا بحيث نجدهن يعملن بالمطاعم وحتى بمحلات الفاست فود، إلا أن أغلبهن يعانين من الشعور بالاحتقار والمهانة وهن يؤدين تلك الواجبات لاسيما الشابات اللواتي فرضت عليهن قلة فرص العمل ممارسة تلك المهن، ويقابلن نظرات النقص التي تلاحقهن بإعلان الحرب على الزبائن وهو ما يظهر من خلال التعاملات التي تطبع بعضهن مع الغير، خاصة وأن طباعهن يميزها التكبر والتعالي على الغير حتى يرعب الزبون أو الزبونة من التخاطب مع بعض الأصناف التي اختارت أن تعوض الشعور بالنقص والخجل من بعض المهن على الرغم من أنها شريفة· ذلك ما يعانيه أغلب الزبائن عند مصادفة هؤلاء البائعات سواء على مستوى المتاجر الكبرى أو بالمطاعم أو حتى بالمحلات، خاصة وأن الكثير منهن يشعرن بالمذلة وهن يمارسن تلك المهن فيعوضن ذلك بإثارة المشاكل مع الناس وتبيين الاستكبار والتعالي عليهم عن طريق تقديم بعض الخدمات بتماطل وتقديمها منقوصة في غالب الأحيان· ما وضحه لنا أغلب من تحدثنا معهم بحيث بينوا أن التعامل مع بعض الأصناف صار مستحيلا في معظم الأوقات حتى أضحوا يتجاوزون بعضهن ويفضلون التعامل مع الرجال· منهم حنان التي قالت إن بعضهن يخجلن من ممارسة مهنتهن كالنادلات أو البائعات على مستوى محلات الفاست فود، فيقلبون الأمر على الزبائن ويذهبن في إثارة المشاكل معهم بتقديم أغلب الخدمات منقوصة، وسردت علينا العينة التي صادفتها مؤخرا هي وزميلتها على مستوى محل للإطعام السريع بحيث بعد تقديمهما الطلبية راحت العاملة بالمحل تقدم لهما السندويتشات منقوصة وعندما احتجت صديقتها لم يعجبها الأمر، ولم تستكمل محتويات السندويتش وتعمدت ذلك لإثارة عصبية الزبائن· نفس ما بينه السيد كمال الذي قال إنه يرى التعامل مع الشبان والرجال أحسن بكثير من التعامل مع بعض الفتيات في مجال الإطعام والأكل السريع كون أن الكثيرات يحتقرن أنفسهن ويستبدلن ذلك بإثارة المشاكل مع الزبائن، وقال إن ذلك المنطق مرفوض، فالعمل ليس عيبا بل هو شخصيا يعمل كل ما في جهده من أجل المحافظة على شعور بعضهن خاصة وأن قلة فرص العمل تفرض على الشخص العمل في أي ميدان مادام أنه يبعد عن الحرام· وبتنا نصادف هؤلاء الفتيات وهن يقتحمن ميادين التجارة وتجاوب الكل مع تلك الخدمات في بعض النشاطات، خاصة وأن التعامل مع فتاة هو أحسن بكثير في بعض أنواع التجارة إلا أن العقدة التي لحقت ببعض الفتيات في بعض الميادين هي النقطة التي حيرت الكثيرين، خاصة وأن بعض التصرفات صارت تؤرق الزبائن في ظل التعالي الذي بات يميز بعضهن كأسلوب لحفظ ماء الوجه والقضاء على الإحساس بالنقص الذي يؤرقهن دوما، وكان من المفروض أن يتحلين بروح العمل وحسن المعاملة لكسب الآخرين خاصة وأن العمل والكد أحسن من البطالة·