قال المخرج أحمد رزاق صاحب نص "كشرودة"، أن هذه الأخيرة تصوّر بسيط ومباشر يرتكز على إبراز قيمة العمل وعدم الاعتماد فقط على ثروات الوطن الباطنية كالبترول بالدرجة الأولى، كما طرح تساؤلات حول إذا ما كنّا نملك استراتيجية للعيش إذا ما حدث انهيار اقتصادي مباغت سواء تعلق الأمر بالدولة أو الشعب. وأوضح رزاق على هامش عرض المسرحية في إطار مهرجان المسرح المحترف، أنه قام بعرض هذه المسرحية في 1997 بمشاركة المرحومين كمال كربوز وتوفيق ميميش، وكانت باسم "السوسة"، وقد اشتغل وقتها على السينوغرافيا والنص وفي "كشرودة" قام ببعض التغييرات التي تتناسب مع الوضع الحالي، مشيرا إلى أن المشكل الأخلاقي هو الأساس، ترافقه أزمات أخرى على غرار الأزمة المالية. وتابع رزاق أن الفن لا يقدم حلولا، وإنما يطرح فكرة ما كما فعل من خلال العرض، كتنبيه أو كناقوس لابد من يدقه، مشيرا إلى أن بعض الكلمات والمصطلحات الجريئة نوعا ما تقال بشكل عادي في عائلات الشرق الجزائري، كما أنه -يضيف- لا يرى أنه قد تجاوز الجرعة. ومسرحية "كشرودة" عبارة عن رحلة في المجتمع ما بعد البترول، كما أنّها عبارة عن شهادة حقيقية عن واقع بائس وميؤوس منه، وتصوير للفقر والبؤس القاتل، من خلال توظيف عناصر يوثقها النصّ الذي يتحدث عن شركة تعتمد على نموذج اقتصادي واحد، كما أنّ السراويل التي سيتم تجسيدها رمز للبورجوازية و"البريستيج"، والأوفر حظا ينتظر وفاة والده من أجل أن يرث ما كان يملكه. وفي كلمته ثمن الأستاذ الناقد جمال سعداوي فكرة العرض التي وصفها ب"الجيدة"، موضحا أن هناك أعمال قليلة جدا تقدم تصورات مستقبلية، لكن -حسبه- المعالجة لهذه الفكرة جاءت فجة وهزيلة، فهي لم تقدم سوى تساؤلات ولم تقدم الأهمية لحجم هذه الأخيرة، حيث بقيت الفكرة في جنينيتها.