بحيث ظهر بوجه شاحب في أغلب فترات اللقاء وهو ما يزيد من هول الخسارة التي تكبدها ماجر، الأولى له منذ توليه قيادة العارضة الفنية للخضر شهر أكتوبر الفارط خلفا للاسباني لوكاس ألكاراز. ماجر الذي انتابه الخوف بعد 19 دقيقة، أي بعد تلقي الهدف الثاني من لقطة ساذجة، أبانت عن الكثير من الضعف في الدفاع وكذا في منصب الحراسة، سارع وطالب من بن موسى الإحماء، قبل أن يزج به بعد نصف ساعة لعب، وهو اعتراف ضمني من طرفه بفشل مخططه التكتيكي مجددا، بعد أن أكد ضمنيا في تصريح سابق عن فشل تطبيقه أمام تنزانيا، فراح صاحب الكعب الذهبي يغير مناصب اللاعبين وإعادة البعض إلى أماكنهم على غرار مجاني كلاعب ارتكاز وبن سبعيني إلى وسط الدفاع، وماندي إلى اليمين ومواصلة إغراق البعض على غرار فرحات الذي أقحم في الوسط بعد فشله في تغطية الدفاع على اليمين، وضعيات زعزعت استقرار الفريق الذي انتظر الشوط الثاني، ليعود في المباراة ويصنع بعض اللقطات بعد تدخل ايغيل مزيان الذي عرف كيف يصلح ما تبقى في الفريق. الفشل لم يكن فنيا، أي لا يخص اللاعبين ولو أن البعض قارنوا تصريحات ماجر بخصوص شاوشي مثلا بمردود هذا الأخير الذي كان كارثيا، لكن تكتيكيا الفشل كان ذريعا ويوحي بمستقبل صعب للخضر، خاصة أن الظروف الداخلية لا تجعل الطاقم في راحة فالغضب انتقل من الشارع إلى صفوف الفريق الذي عبر بطريقته عن رفضه للتغييرات الكثيرة التي يقوم بها الطاقم الفني، والطابع الهاوي الذي صار يسير بيه المنتخب تحت قيادة ماجر، فخرجة رياض محرز تعكس الوضعية الحرجة وغضبه بعد استبداله دليل على أن ماجر لم يعد يحضى بثقة أي كان، خاصة أنه أحاط لاعب ليستر بكل العناية خلال التربص ليقابل بغضب هذا الأخير الذي يبين أن المدرب الوطني ليس على الطريق اللازم لكسب ثقة أبنائه. اخراج هني بعد 30 دقيقة وصمة عار تبقى في تاريخ ماجر، بحيث اختار أن يضحي بمهاجم لإدخال مدافع ايسر في حين كان وسط الدفاع يعاني وبعض العناصر لم يكونوا في المستوى، لكنه فضل إخراج أحد اللاعبين المنضبطين والبعيدين عن إثارة المشاكل وهو ما لم يعجب هذا الأخير ولا أنصار الخضر الذين ساندوا لاعب سبارتاك موسكو، وتساءلوا حول سبب هذا التصرف الذي أعاده مرة أخرى الناخب الوطني بعد حادثة نساخ شهر نوفمبر الماضي أمام نيجيريا، حين أخرجه في الشوط الأول بطريقة غريبة جعلت اللاعب يغضب. ولم تتوقف تصرفات ماجر عند هذا الحد بحيث زاد الطين بلة بإبقائه لتايدر، على دكة الاحتياط خلال أطوار المباراة الثاني بعد أن قام بنفس الشيء في لقاء تنزانيا وهو ما جعل اللاعب يتمرد في التدريب الأخير للخضر وطلب استفسارات، قبل أن يترك أرضية الميدان يوم المباراة قبل نهاية اللقاء ب 5 دقائق وهي طريقة احتج من خلالها على إبقائه جانبا، كيف لا وهو الذي قطع 2500 كيلومترا وواجه الفارق الزمني وتعب السفر ليجد نفسه مبعدا في منصب حساس كان يوحي بشغور كبير في اللقاءين وكانت مكانة تايدر كلاعب قديم في المنتخب وقادر على إعادة التوازن واضحة لكن هذا لم يستغل من طرف الطاقم الفني. الثلاثاء.. ليلة الغضب ليلة الثلاثاء، كانت ليلة الغضب الكبير داخل المنتخب، فمباشرة بعد اللقاء وقبل عودة الفريق إلى الفندق ومن ثمة إلى المطار، هاجم الأنصار المتنقلين إلى غراز حافلة الخضر ومن فيها رافعين لافتات تطالب برحيل رئيس الفاف، والمدرب الوطني، وحتى وزير الرياضة وهي طريقة لتحميل المسؤولية لمن تسببوا في انهيار مستوى المنتخب الوطني. وستكون الأنظار مصوبة إلى رئيس الفاف الذي سيجتمع بطاقمه الفني، ويحاول فهم ما يحدث داخل أسوار المنتخب، بحيث يتعرض إلى ضغط رهيب، والأكيد أنه سيلقيه على ماجر ودفعه لتغيير طريقة تسيير الفريق فنيا لتفادي المشاكل، خاصة أن فترة استئناف تصفيات الكان قد اقتربت والفريق سيكون بحاجة لأكثر استقرار.