تفادى مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم، رابح ماجر، مقابلة الصحافة مرة أخرى، حيث لم يعر أي اهتمام لرجال الإعلام الذين حضروا يوم الخميس الماضي إلى ملعب "5 جويلية"، لتغطية المباراة الودية التي فازت بها التشكيلة الوطنية بأربعة أهداف مقابل هدف واحد على منتخب تنزانيا، ليكشف ماجر مرة ثانية عن غياب الاتصال لديه، خوفا من أسئلة الصحفيين. فهل يمكننا تصنيف هذا التصرف في خانة "احتقار" الصحفيين الحاضرين في الملعب؟ الأمر الذي لم يكن موجودا مع المدربين الذين سبق لهم أن دربوا المنتخب الوطني، وكانوا يواجهون الجميع ويردون على كل الأسئلة بدون أي حرج. مدرب "الخضر" فضّل اللجوء إلى وكالة الأنباء الجزائرية ليدلي بتصريحاته فيما يتعلق بالمباراة الودية ضد تنزانيا، ولقاء إيران الودي المرتقب يوم الثلاثاء المقبل بمدينة غراز النمساوية، متفاديا وسائل الإعلام الأخرى، في خرجة ستحسب على هذا المدرب، الذي عندما كان "مهمّشا"، من قبل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، كان ينادي بضرورة اللجوء إلى المدرب المحلي، وهذا عبر مختلف وسائل الإعلام، التي وقفت في الكثير من المرات معه، واليوم، وبعد أن أصبح مدربا للفريق الوطني "يحتقر" تلك الصحافة التي كان يجد فيها ضالته، حينما كان ينتقد من بعيد، وأن مقاطعته للإعلام بهذه الطريقة مرتين على التوالي، حين أعلن عن قائمة اللاعبين المعنيين بالتربص، كما لجأ إلى "اليوتوب" عبر موقع الفاف.. وبعد المباراة فضل وكالة الأنباء دون سواها، رغم حضور العديد من الصحفيين إلى الملعب يوم الخميس الماضي، وما هذا التصرف إلا لدليل على نقص "احترافية" هذا المدرب، الذي كان لاعبا كبيرا في الماضي، ويعرف جيدا ضرورة وأهمية التعامل مع الإعلام بطريقة احترافية. ويبدو أن ما حدث لماجر في ملعب 5 جويلية الأولمبي، حيث قضى ليلة سوداء بسبب صفارات الأنصار التي دوت أذنيه طيلة المباراة، واستمرار كابوس جماهير في ملعب الخامس جويلية الذين لم يقنعهم الأداء، رغم طابع المباراة الودي ضد تنزانيا، دفعت بماجر إلى الهروب وتجنب مقابلة الصحافة والإدلاء بما لديه وبالخصوص الدفاع عن خياراته أمام الرأي العام الرياضي الجزائري، وهو الذي سبق له أن أكد حين فاز المنتخب الوطني بنتيجة 7 مقابل صفر على منتخب تنزانيا في عهد المدرب الفرنسي غوركوف، بأن الخصم لا يملك مستوى كبيرا وهو ضعيف جدا، في حين انتهى الشوط الأول من مباراة يوم الخميس الماضي بهدف في كل شبكة، فإلى متى سيستمر هروب ماجر إلى الأمام دون تحمل مسؤولياته أمام الرأي العام الجزائري؟. "مباراة إيران ستكون مختلفة" وفي حديث لوكالة الأنباء، أكد ماجر، أنه "من المبكر جدا" الحكم على نجاح الخطة التكتيكية الجديدة (3-4-2-1)، التي جرّبها خلال اللقاء الودي التحضيري ضد تنزانيا الذي فاز به (4 -1)، مصرحا: "جربنا نهجا تكتيكيا جديدا لأول مرة ضد تنزانيا، وصراحة أظن أنه من المبكر جدا الحكم عليه بصفة نهائية إن كان يلائم منتخبنا أم لا". كما عبّر عن "اقتناعه بالمردود الذي قدمه أشباله، الذين أبانوا حسب رأيه عن أمور جميلة فوق أرضية الميدان"، لاسيما "الإرادة والعزيمة" وهو "ما أسعده كثيرا"، مضيفا: "كان بإمكاننا تسجيل عدد أكبر من الأهداف، لكن نتيجة (4-1) ليست بالهيّنة، فريقنا يواصل المحافظة على "عذريته" عقب ثلاث مقابلات وهو أمر جيد، يسمح له بكسب المزيد من الثقة". وبخصوص المقابلة الودية الثانية المقررة يوم الثلاثاء 27 مارس ضد إيران بمدينة غراز النمساوية، قال ماجر إنها ستكون مختلفة مقارنة بمواجهة تنزانيا، لأنها تتعلق ببلد آسياوي يعتمد على طريقة لعب مختلفة"،"سأعاين مقابلة إيران الودية أمام المنتخب التونسي (المباراة جرت سهرة الجمعة بتونس)، من أجل التعرف أكثر على نمط لعبهم، لست أدري إن كنت سأوظف نفس النهج التكتيكي (3-4-2-1) أم لا، سنرى ذلك يوم الثلاثاء"، حيث لم يرغب ماجر في الكشف عن جميع أوراقه. وعاد النجم السابق لنادي بورتو البرتغالي للتأكيد على "دقة ومنطقية قائمة اللاعبين الذين استدعاهم تحسبا لهاتين الخرجتين الوديتين"، مشيرا إلى "تألق مهاجم نادي السد القطري بغداد بونجاح"، الذي وقع ثنائية في شباك الحارس التنزاني. وفيما يتعلق باللاعبين المحليين الذين بإمكانهم الالتحاق بصفوف المنتخب الوطني الأول في قادم المواعيد الدولية، على غرار مهاجم شباب بلوزداد سيد علي لكروم وظهير نادي بارادو إسلام عروس، أكد رابح ماجر أن أبواب "الخضر" تبقى دائما مفتوحة لمن يستطيع تقديم الإضافة إلى الفريق".