وأبرز الجامعي فريجة محمد الطاهر، من جامعة بسكرة، خلال مداخلته، أن مواقع التواصل الاجتماعي صارت تروج بشكل كبير لمختلف الوجهات والمرافق السياحية وأصبحت أيضا تساهم في ارتفاع مؤشر السياحة عبر مختلف بلدان العالم وأنه يجب إيلاء الاهتمام للتطورات التكنولوجية الحديثة ومواكبتها لتحقيق التنمية المستدامة، مضيفا أن الحديث عن السياحة يجب أن يقابله تطوير آليات الترويج لها. وفي كلمتها أشارت عائشة جاب الله من جامعة الجزائر أنه يتعين على الوكالات السياحية أن تستغل التطبيقات الإلكترونية من أجل الترويج للمناطق السياحية بالجزائر وعبر دول البحر المتوسط كذلك لأن وسائل الإشهار الكلاسيكية والمطويات بدأت تندثر ويجب أن يكون التوجه المستقبلي نحو التكنولوجيا الحديثة، مضيفة أنه للصورة الإلكترونية خصائص جمالية بإمكانها استقطاب عدد كبير من متتبعي مواقع التواصل الاجتماعي وفسح لهم المجال في التعليقات لطرح مختلف الأسئلة حول تكاليف السفر إلى المناطق المروج لها. واعتبر عادل نجيم من جامعة تونس أنه يتوجب تثمين مختلف المواقع الأثرية بدول البحر المتوسط من خلال الاستعانة بباحثين لإنجاز مخططات ومجسمات ثلاثية الأبعاد لهذه المعالم وتسويقها على شكل صور وفيديوهات بمختلف اللغات لوسائل الإعلام للترويج لها وإعادة الاعتبار لها عن طريق التثمين الرقمي، مشيرا إلى أن الكثير من المعالم الأثرية معرضة للخطر بفعل الزلازل والأمطار وزيارة السياح لها وأنه من الضروري غرس لدى الجيل الصاعد ثقافة حسن التعامل مع هذه الآثار وحمايتها. وقال عمر حوثية من جامعة أدرار، أنه من بين أدوات حماية التراث الثقافي وتفعيل مساهمته في صناعة السياحة وتحقيق التنمية المستدامة هو حسن إدارته والتصرف في مكوناته والتنسيق بين مختلف الهياكل والأجهزة وتحديد أهداف الحفاظ عليه والترويج له بشكل جيد بإشراك وسائل الإعلام. يُذكر أن هذا اللقاء قد نظم على مدار يومين من طرف مخبر التراث الأثري وتثمينه بجامعة "أبي بكر بلقايد" لتلمسان بالتنسيق مع المديرية الولائية للسياحة والصناعة التقليدية والمتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي وجمعية الموحدية لمدينة ندرومة تحت شعار "صناعة السياحة في حوض البحر المتوسط" بمشاركة أساتذة من جامعات جزائرية وعربية. وتضمن البرنامج تقديم مداخلات حول دور المتاحف في تنمية السياحة وأهمية تشجيع الاستثمار السياحي في تحقيق التنمية السياحية المستدامة والصناعات التقليدية كآلية لتعزيز السياحة الثقافية في الجزائر ومشروع القرى السياحية بالجزائر بين الواقع والمأمول. كما تم على هامش اللقاء الذي يحتضنه قسم علم الآثار بجامعة تلمسان تنظيم معارض لصور بعض المناطق السياحية بالجزائر وللمنتوجات التقليدية الحرفية وبعض المخطوطات التي يحتفظ بها المتحف العمومي الوطني للخط الإسلامي لتلمسان.