دون توضيح المبادرات المعنية. فيما تجنب "التحالف" الحديد عن الانتخابات الرئاسية القادمة، وحتى كلمة "الاستمرارية" طالما عوّظت التراجع عن الدعوة إلى "عهدة خامسة" قد سقطت من خطاب الأحزاب الأربعة المشكلة للتحالف. خلا البيان، الذي أعقب اجتماع "التحالف أمس،بمقر الأرندي، والذي نشطه رؤساء المجموعات البرلمانية لكل من حزب التجمع الوطني الديمقراطي، حزب جبهة التحرير الوطني، الحركة الشعبية الجزائرية وحزب تجمع أمل الجزائر " تاج "، من أي حديث عن الرئاسيات القادمة، واكتفى بالتلميح إلى المبادرات السياسية المطروحة حاليا، دون تسميتها. وأوضح بيان التحالف أن "أحزاب التحالف مستعدة لدراسة جميع الاقتراحات أو المبادرات السياسية الهادفة إلى تعميق واستكمال مسار الإصلاحات السياسية، التي باشرها رئيس الجمهورية وكذا تجديد المشرع الاقتصادي لمستقبل بلادنا، والتي ترمي كذلك إلى الحفاظ على الاستقرار وتعزيز التقدم المشهود، الذي عرفته الجزائر خلال العقدين الأخيرين". وإن لم توضح المبادرات المقصودة، إلا إنها أنها تتزامن مع دعوات تأجيل الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي أطلقتها حركة مجتمع السلم بمبرر ضرورة الذهاب ل "توافق وطني"، ثم أيدها حزب تجمع أمل الجزائر الذي قال رئيسه ، عمار غول، إنه "لا حرج في تأجيل الرئاسيات والأولوية لندوة إجماع يشرف عليها الرئيس بوتفليقة". وأبرز أطراف الاجتماع "التزام التحالف الرئاسي بتجسيد أهداف هذا الأخير والعمل معا لدعم رئيس الجمهورية ومرافقة برنامجه لاستكمال وتعميق مسيرة الإصلاح والتنمية". وقال موقعو البيان، إن "فلسفة التحالف الرئاسي تستند الى حاجة الجزائر لتجميع الطاقات الوطنية وتعبئة القدرات السياسية لخدمة الأهداف المشتركة، التي كرسها دستور 2016، وبلورة رؤية واضحة تهدف الى خدمة الوطن أولا وأخيرا" . دعت أحزاب التحالف الرئاسي ، التشكيلات " الى الإسهام في الحفاظ على الاستقرار، لأنه واجبنا جميعا تجاه الشعب والوطن". واقتبس منشطو هذا الاجتماع من رسالة بوتفليقة إلى اللقاء بين الحكومة والولاة المنعقد مؤخرا، عندما قالوا إن " المناورات السياسوية، إنما تستهدف استقرار البلاد ومحاولة النيل من عزيمة الشعب وتثبيط همته، من خلال طروحات تختزل رهانات الحاضر والمستقبل في تغير وتعاقب الوجوه والأشخاص". وجدد التحالف الرئاسي "حرصه والتزامه بتعليمات الرئيس بوتفليقة في رسالته التي اعتبرها بالمرجعية بمناسبة انعقاد اللقاء الأخير للحكومة بالولاة، وما تضمنه من تشخيص دقيق وتوجهات سديدة، وإرادة قوية في صون وحماية الانجازات التي تحققت، والارتقاء الى مستوى أعلى من العمل التنموي والسياسي". وعبرت أحزاب التحالف عن "اعتزازها بالانجازات التي حققتها الجزائر في شتى المجالات"، كما "استنكرت بشدة الأطروحات المثبطة والانهزامية التي لا غاية منها سوى تعطيل مسيرة البلاد، تلك الأطروحات التي تقف وراءها أطراف تسوق لثقافة النكران والجحود" . وسجل أطراف التحالف بارتياح كبير "حرص بوتفليقة على تحصين مؤسسات الدولة وتعزيز استقرارها والذود عنها". وعشية الاحتفال بذكرى 11 ديسمبر 1960، أكد التحالف الرئاسي "على ضرورة استخلاص الدروس والعبر من هذه الذكرى" وقال إن "المطلوب اليوم في ظل التحديات المتعددة التي تواجه البلاد، هو تحقيق تعبئة وطنية وتعزيز ثقافة المصالحة والتصالح وشحذ الهمم الخيرة والتزام اليقظة وصون السلم الاجتماعي، وكذا نبذ الفرقة والتشرذم وتحكيم العقل أمام الخطابات الشعبوية والانتخابية".