توسعت دائرة الداعمين لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للاستمرارية، ومواصلة الحكم، إلى مختلف المنظمات الرسمية وغير الرسمية، داعين إلى تثمين سياسات رجل الدولة الذي أرسى دعائم دولة المصالحة والاستقرار، في ظل مشهد إقليمي، وعالمي تطبعه التحديات الأمنية والتحولات الاقتصادية،و الاجتماعية. بدأ حراك رئاسيات 2019 يضفى بضلاله على المشهد الوطني السياسي بعد ارتفاع الأصوات المنادية باستمرار الرئيس بوتفليقة على سدة الحكم، وتحولت الدعوات إلى مناشدة في بعض الأحيان نظرا للتحديات الأمنية والرهانات التي تتطلب رجالا مخلصين على حد العبارات التي استخدمتها بعض الأطراف الداعمة للاستمرارية. لم يكن لقاء زعماء أحزاب الأغلبية البرلمانية أو التحالف الرئاسي بحر الأسبوع المنصرم بالعاصمة سوى نقطة البداية تحضيرا لإعلان مشترك ورسمي لتأكيد مسعى الاستمرارية والدعوة إليه، وان لم يكن اللقاء أول أطراف تدعو لذلك، فقد سبقها المجتمع المدني الذي يعد النواة الأولى التي دعمت رئيس الجمهورية في مختلف محطاته الانتخابية السابقة منذ سنة 1999. لكن المتابعين للشأن السياسي، وما يطبعه من تحولات متسارعة على المشهد الوطني يؤكدون أن لقاء أحزاب الأغلبية كان بمثابة قاعدة الهرم التي تبنى عليها كل الدعوات، انطلاقا من وزن قادة الأحزاب التي التقت، ممثلة في أمين عام “الارندي” احمد أويحيى، وأمين عام “الآفلان” جمال ولد عباس، صاحب الأغلبية البرلمانية، إضافة إلى الحركة الشعبية الجزائرية ممثلة في رئيسها عمارة بن يونس، وكذا عمار غول رئيس حزب “تاج”. وخلص إجتماع قادة أحزاب جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، الحركة الشعبية الجزائرية، وتجمع أمل الجزائر، الذي جمعهم بقصر الحكومة إلى اضفاء الطابع الرسمي للتكتل، حسب بيان توج اللقاء، أعلن من خلاله على ميلاد تحالف رئاسي يجمع الأحزاب الداعمة للرئيس بوتفليقة بعد استعراضهم للوضع السياسي في البلاد تحسبا للرئاسيات القادمة. الخطوة تأتي حسب متابعين لتكون فضاء رسميا يجمع الأحزاب الكبرى الداعمة لترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة في الإنتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها سنة 2019، حيث تم الاتفاق على عقد أول لقاء رسمي للتكتل في ال18 من الشهر الجاري لوضع اللمسات الأخيرة، والتحضير بشكل قوي تماشيا مع الموعد الرئاسي. وتلقى دعوات الاستمرارية بضلالها منذ مدة على المشهد بعد توسع دائرة داعمين رئيس الجمهورية من المجتمع المدني بوهران، إلى عدة ولايات من الوطن، وفي سياق تنامي الأصوات الداعية لمواصلة البناء دعت الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية رئيس الجمهورية، إلى الاستمرارية في قيادة البلاد و الترشح لعهدة خامسة، عبر بيان باسم رئيسة الكنفدرالية، سعيدة نغزة، الأربعاء المنصرم انبثق عن اجتماع رؤساء مكاتب الولايات و الأعضاء المنخرطين عبروا عن إلتزامهم بدعوة الرئيس بوتفليقة إلى بناء جبهة شعبية قوية للحفاظ على استقرار الجزائر وصمودها في وجه المناورات الداخلية والخارجية حسبهم. ويعبر داعمو الاستمرارية عن التزامهم لدعم للاستقرار و الأمن بعد التضحيات الجسام التي عرفتها الجزائر جراء المأساة الوطنية، وصون للمكاسب، لأنها الركيزة التي لا غنى عنها لاستكمال المشروع الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدين أن المرحلة تقتضي الوفاء للعهد، في حين ينتظر المعنيون الإعلان الرسمي لترشح بوتفليقة لانتخابات 2019، التي من المؤكد حسب المتابعين ستكون استثنائية في تاريخ البلاد.