يشتكي سكان حي مولود عبدي، المتواجد ببلدية الخرايسية من غياب العديد من المرافق الضرورية بحيهم، والتي تعتبر من أهم متطلبات العيش الكريم، وعلى رأسها الغياب التام للتهيئة الحضرية، حيث استغرب القاطنون إقصاء حيهم من عملية الأشغال التي تتعلق خاصة بإعادة تزفيت الطرقات والأرصفة، هذه الأخيرة التي تشهد وضعية كارثية، تغزوها من كل ناحية العديد من الحفر والمطبات، كما أن معظمها أصبح عبارة عن مسالك ترابية، سرعان ما تتحول عند تساقط الأمطار إلى برك من الأوحال، تعرقل سير المارة داخل الحي، أما أصحاب السيارات فلا تقل معاناتهم عن الراجلين، نتيجة للأعطاب التي طالما لحقت بالمحركات بسبب اهتراء الأرضية.من جهة أخرى، يشتكي المواطنون من الإنتشار الواسع لأكياس القمامة التي صارت تصطف على طول الأرصفة نتيجة لغياب الحاويات، أما المفرغات القليلة المتبقية فهي تعرف بدورها، حالة قصوى من الإهتراء بسبب قدمها، الأمر الذي جعل السكان يلقون بقماماتهم بطرق عشوائية وفي مختلف الأزقة، مما ترتب عنه روائح جد كريهة، يمكن للمارة عن بعد استنشاقها، أما خلال فصل الصيف، ومع ارتفاع درجة الحرارة فإن الوضع يزداد سوءا، كما ساهمت النفايات في جذب بعض الحيوانات الضالة كالكلاب والقطط، وكذا انتشار البعوض والذباب، الذي أقلق السكان وزاد من حجم مخاوفهم، نظرا للجراثيم التي تحملها والتي قد تتسبب في عدة أمراض.ومن بين المطلب الاسياسية لسكان الحي، والتي تحتل الصدارة في قائمة الاولويات بالنسبة لهم، ضرورة إنشاء ملحقة بلدية بحيهم تجنبهم عناء التنقل لمسافة طويلة تزيد عن ثلاث كيلومترات لبلوغ مقر البلدية، قصد استخراج الوثائق اللازمة لتكوين ملفاتهم الإدارية، لا سيما المتعلقة ببطاقة الإقامة، حيث أكد السكان للجزائر الجديدة أنهم في حالة ماسة لها، فبالإضافة إلى بعد المسافة بين حيهم ومقر بلدية الخرايسية، يواجه هؤلاء مشكل تعقد ظروف النقل بسبب النقص الفادح في وسائل النقل العمومي الذي تعيشه البلدية ومنذ أمد طويل، والذي لا يقتصر فقط على الخطوط الخارجية، بل إن النقل غير متوفر حتى بين الأحياء التابعة للبلدية، وهو ما أشار إليه سكان الحي الذين أكدوا أنهم يجبرون على ركوب الحافلات المتجهة نحو بئر توتة، ومن تم الدويرة للوصول إلى الخرايسية، رغم أن الحي تابع إداريا لها. كما تحدث هؤلاء عن هاجس الطوابير الطويلة التي يرغمون على الإنتظار فيها، والتي تبدأ من ساعات الصباح الباكر، ولا تنتهي حتى بعد الساعة الرابعة مساءا، وذلك كله نتيجة لغياب ملحقة تساهم في التخفيف من الضغط الذي تعرفه مصلحة الحالة المدنية بمقر البلدية.وأمام هذه الظروف المعيشية المزرية التي يتخبط فيها سكان حي مولود عبدي بالخرايسية، والتي تتسم بغياب أبسط ضروريات الحياة، يناشد هؤلاء السلطات المحلية الإلتفات جديا إلى المشاكل التي يغرق فيها حيهم، وإيجاد الحلول الناجعة لها في أقرب الآجال.