لا يزال سكان مزرعة عبد الرحمان قهواجي ببلدية دار البيضاء يعيشون ظروفا أقل ما يقال عنها أنها مزرية وصعبة في ظل تجاهل السلطات المحلية لجملة المشاكل التي يتخبط فيها القاطنون منذ سنوات عديدة، من بينها انعدام الغاز الطبيعي واهتراء الطرقات التي تشهد حالة كارثية، والوضع يتدهور في فصل الشتاء أين تتحول جل المسالك إلى برك من الماء والأوحال تعرقل سير السكان الذين يجدون صعوبة يومية في التنقل، والأمر نفسه في فصل الصيف أين يصبح الغبار يطبع المكان بشكل رهيب وصرّح أحد القاطنين أنهم تقدموا في العديد من المرات بشكاويهم وبعثوا مراسلات للجهات المعنية غير أنها لم تجد آذانا صاغية إلى غاية اليوم، والأمر الذي زاد من حدة المعاناة هو انعدام المواصلات التي يعزف أصحابها دخول المنطقة بسبب حالة الطرقات والمطبات المنتشرة في أرجائها خوفا من العطب الذي قد يلحق بمركباتهم، مما يضطر السكان للتنقل مشيا على الأقدام إلى غاية موقف الحافلات بوسط المدينة مما يكبدهم مشقة وتعبا يوميا لدى القاطنين الذين سئموا مرارة العيش، وتجاهل المسؤولين المحليين لمطالبهم التي باتت روتينا تعودوا عليه، ومن جهة أخرى أعرب شباب المنطقة عن مللهم من العيش في دائرة البطالة والفقر والحرمان، مما أدى بأغلبيتهم للجوء إلى طريق الانحراف الذي بات المنفذ الوحيد لنسيان المعاناة التي يعيشونها منذ نشأتهم إلى جانب انعدام المرافق الترفيهية الخاصة بالشباب والتي من شأنها فك العزلة عنهم وإخراجهم من دوامة الروتين ومشكلة البطالة التي أصبحت هاجسا يلاحقهم أينما ذهبوا، ومن جملة المشاكل التي أيضا انعدام مسجد لأداء الصلاة خاصة مع حلول شهر رمضان الكريم أين يضطر العديد منهم التنقل للمناطق المجاورة من أجل أداء صلاة التراويح، فيما تلجأ النسوة لأدائها في منازلهن لبعد المساجد، وفي الأخير طالب سكان قهواجي من سلطات البلدية ضرورة برمجة مشاريع تنموية من شأنها فك العزلة عنهم وتحسين مستوى المعيشة.