خرجت «الست» تحمل باقة ورد بخطوات متوازنة تحبس دمعة من الأحداق وتقمع آهة من الأعماق ... خرجت «الست» في زمن «التكنولوجيا» هي التي دأبت على قلم وورقة منذ وطأت قدماها هذه «الجمهورية» التي أغرت وما تزال من يحملون المهنة في القلب أو من يحلمون ... خرجت «الست» فتيحة ،فتيحة بن شيخ ،فتيحة ريڤات بعد «كذا وكذا» سنة لمعت خلالها وبرقت وبرعت أسلوبا وفكرا وثقافة وبكل ما تقتضيه «الصوحافة» من حدس واستعداد وزاد ،محررة حذقة ومعلقة لبقة ومحاورة مبدعة «قارئة» للقضايا والأحداث تحفظ جيدا أبجديات ومبادئ وخبايا المهنة و ... والأهم، أخلاق فاضلة غذت في قلبها ونمّت في نفسها الحس الصحفي وأخلاقيات المهنة ... فتيحة. خرجت فتيحة امرأة متميزة عالية الهمة باسمة دوما مثلما دخلت ومثلما عهدناها قرابة 30 سنة زميلة وصديقة وأختا «قد لا تلدها أمك». خرجت فتيحة الى التقاعد بعد تعاقد وفيّ مع هذه «الجمهورية» راحة الجديرات تستريح قبل النفس الثاني تجاه حياتها العائلية ... ليس إلا وداعا مستقطها فسنلقاك بلا ريب ما أن حيينا إن شاء الله ... وأما حفلك أمس فكان على مقاسك سررنا وسررت وودعنا وودعت فقط لن نقوى على الفراق وأكيد ستلاحقنا خرجاتك وضربات غضبك الجميل البرئ ... نعمت تقاعدا وأسعدت حياة. و آه من هذه الجمهورية !. آه يا فتيحة !