جلس في المنصة وكلّه إيمان بنجاح ما هو مقبل عليه، ورجع صدى صوت علي بلحاج الرجل الثاني في الحزب المحل يتردد في أذنيه وهو يدعوه للترشح لرئاسيات 2014 بتأييد من التيار السلفي الذي يتزعمه الرجل، وبرقت عيناه فجأة، وتسارعت ضربات قلبه، وكأنه يقول في نفسه لتنته هذه اللمة، بل لتنته هذه السنة بأسرع وقت، وليذهب الجميع إلى الجحيم... اليوم يوم للطموح والتفكير كيف يخطط رفقة علي بلحاج والإرهابيين التائبين وغير التائبين، للسطو على الحكم، فبعد تسلقه إلى أعلى نقطة في سلم المسؤولية تحت حماية الرئيس، جاء اليوم للخروج من جلبابه وأخذ مكانه، بكل الطرق المباحة، ديمقراطية كانت أو بلطجية، لا يهم، المهم قصر المرادية، وإعلان دولته الجديدة بمواصفات دولة صديقه حسن الترابي، ولا يهم أيضا؛ أن تؤول البلاد إلى ما آل إليه جنوب السودان... لا لن تكون ماليزيا، ولا تركيا أردوغان، السودان أفضل مثال له، فالجزائريون لا يستحقون حياة سكان هذين البلدين... كان يقول في نفسه: ”ما حاجتي بشرق البلاد، فدورها التاريخي في ثورة التحرير يزعجني، لا أريد لا أوراس نوفمبر، ولا جرجرة إيفري، إنه زمن سطوة الإسلاميين على الحكم في البلاد العربية، وقد عرضت خدماتي على هيلاري كلينتون، وضحكت عليها بقولي إنني أفضل بديل إسلامي في الجزائر، وإنني سأكون أردوغان شمال إفريقيا... وصدقتني، وضحكت على المهووسين بسلطة الأفالان بالمناصب وبالملايير، وأوهمتهم أنني مكلف بمهمة من قبل الرئيس، فهم لا يعرفون - ومن أين لهم أن يعرفوا؟ - أن الرئيس رفض استقبالي... وضحكت على هولاند فرنسا بدرع جبهة التحرير، ومن دون شك سيتذكر هولاند الهدية، ويتذكر الأمريكيون الضمانات التي قدمتها لكاتبتهم للخارجية، ويؤيدون ترشحي للرئاسة، وأكثر من ذلك، سيحمون فوزي بها بمساعدة الإسلاميين في حال رفضت أطراف ما ترشحي أو فوزي”. كان يردد وهو يعد على أصابع يده كم شهرا بقي على رئاسيات 2014؟.. متمتما في قرارة نفسه ”لم يبق الكثير وسأنتقم من الجميع، وأولهم الرئيس الذي رفض استقبالي، وثانيهم جبهة التحرير، وأعيد مجد الإسلاميين؛ لكن لن أسمح بعودة عباسي مدني، سأصنع إسلاميين على مقاسي ومقاس أسرتي، ومقاس المواصفات التي تريدها أمريكا، وهكذا أحولها إمارة مثلما فعلت بجبهة التحرير، يرثها أبنائي من بعدي وأحفادي من بعدهم... وفجأة تعالى الصراخ في قاعة فندق الرياض، ”تحيا الجبهة ويسقط بلخادم”، ”بلخادم...” وهكذا تحول الحلم إلى كابوس.