اختتمت أول أمس بقسم علم المكتبات و العلوم الوثائقية بجامعة وهران )1 ( أحمد بن بلة فعاليات الملتقى الدولي حول"واقع أنظمة المعلومات و التوثيق في ظل التحولات الجديدة والرهانات المستقبلية" حيث تطرق الباحثون خلال اليوم الثاني من اللقاء إلى إشكالية رقمنة الأرشيف من حيث الرؤية المعرفية كعلم قائم بذاته، وفي هذا الصدد حثّت الدكتورة عبور ناجي يمينة على ضرورة الاستفادة من التجارب الرائدة في مجال علم المكتبات والمعلومات، وأخذ بعين الاعتبار التحديات والرهانات التي يعرفها قطاع المكتبات والمعلومات والأرشيف عبر أنحاء العالم، في حين كشف الدكتور يحياوي زهير من جامعة غليزان عن جانب الإثراء المعرفي لعلم المكتبات في الجزائر ، مؤكدا خلال مداخلته على أن المكتبات الوطنية ليست مقتصرة على الدول الكبيرة، فالدول الصغيرة –حسبه- أيضا ذكية، وهذه هي البلدان المتقدمة سياسيا وتربويا واجتماعيا وتقنيا، إلا أن تواجدها صغير نسبي على الساحة العالمية، فمكتباتها الوطنية على سبيل المثال، ليس لها حضور عالمي بنفس الطريقة التي تتمتع بها مكتبة الكونغرس، فقد تتعرض الهويات الثقافية لهذه الدول الصغيرة للوقوع تحت تهديد العولمة، لكن حجمها الصغير في حد ذاته قد يساعد على تمكينها من الاستجابة بسرعة مع الظروف المتغيرة، وعلى هذا النحو يمكن أن تكون أيضا في وضع يمكنّها من مساعدة بعضها البعض في تحديد ومعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتحقيق حلول لمرحلة أكبر. النظم المدمجة في تدفق العمليات ركز الأستاذان حمزة زريقات مريم ومنير الحمزة من جامعة تبسة على محور" النظم المدمجة في تدفق العمليات"، فمن الواضح حسب تحليلهما أن تكنولوجيا المعلومات ستبدأ أساسا بتغيير النشر والمكتبات، وتلك التغيرات سوف تتسارع في المستقبل لأنه في الوقت الحاضر لا يستطيع التنبؤ متى وكيف تلغي التكنولوجيا المكتبات التي لا يزال المستفيد بحاجة لها، أما الدكتور محمد يرقان من جامعة وهران فقد قدم تحليلا حول تكنولوجيا الاتصال بين علم المكتبات و علوم الاتصال، مع إعطاء مقاربة ابستيمولوجية هامة، هذا إلى جانب تدخلات بوكرزازة كمال و بن سالم أميرة اللذان أكدا على أهمية التحولات الرقمية و أثرها على واقع و مستقبل علوم المكتبات بالجامعة الجزائرية . وخلال الحديث عن التجربة التونسية ركزت الأستاذة سنية الحنشي على تقنيات الترغيب في المطالعة بين التجديد و الابتكار، حيث قالت إن التكنولوجيا ساهمت في طورها الأول في تطوير الخدمات التقليدية للمكتبات، حيث استخدم الحاسب الآلي بأشكاله المختلفة في عمليات الفهرسة وحفظ السجلات والإعارة وضبط اشتراكات الدوريا ، وتمثل هذه المرحلة الخطوة الضرورية الأولى نحو استخدامات أفضل، ومن الوظائف الأساسية في المكتبة التزويد والتخزين، فنتيجة لتوفر المعلومات المقروءة آليا في مراكز المعلومات وقواعد البيانات فإنها قد غيرت أسلوبها في التزويد من إستراتيجية الاقتناء والحصول على المعلومات إلى إستراتيجية الوصول إلى المعلومات . ثورة في الاتصالات التكنولوجية والمصادر الإلكترونية فيما يخص الجلسة التي احتضنتها قاعة الميدياتك و ترّأستها الدكتورة ختير فوزية فاطمة فقد كانت المداخلات جد قيمة من ناحية الزاد المعرفي خاصة حول المكتبات الرقمية و التحديات في حفظ التراث المعرفي وذلك بمشاركة الدكتور عين احجر زهير ، وشلرب بولوداني لزهر و صدار نور الدين من جامعة عنابة الذين تناولوا جانب ثورة الاتصالات التكنولوجية وظهور المصادر الإلكترونية في التعليم التي تتاح عن طريق نظم الاتصال المباشر و الأقراص المدمجة. وبما أن المكتبة بمثابة الشريان الحيوي للجامعة والمؤسسات العلمية الأخرى، وما تؤديه من دور حيوي في عملية التحصيل الأكاديمي والبحث العلمي ومهمتها في الحفاظ على الثقافة الإنسانية، فمع ظهور التقنيات والمستحدثات التكنولوجية الحديثة،شهدت المكتبات تطورات مهمة في الأيام الأخير، .وكان الأثر الأكبر مع ظهور الإنترنت، حيث ساهم بشكل كبير في ظهور وتطوير المكتبات الرقمية التي تعد منعطفا مهما في تاريخ بث المعرفة والوصول إليها، فالمكتبات الرقمية حسبهم تعد مؤسسات معلوماتية تمكن الباحث المعاصر من الدخول إلى هذا العالم في عصر التعلم مدى الحياة. أما فينا يخص التوصيات التي خرج بها اللقاء فقد ركّزت أساسا على تبادل الخبرات لأن المكتبات ستظل تقدم خدمات وثائقية و معلوماتية، وستظل الحاجة قائمة لمكتبيين مؤهلين واختصاصي معلومات لأداء وظائف مهمة في عصر المعلومات الآلية ،وكذا لبناء معاجم خاصة بمصطلحات التكشيف والاستخلاص والأدوات الأخرى الضرورية، بهدف الاستفادة من المصادر المقروءة آليا، كما حث المشاركون على ضرورة تدريب المستفيدين على كيفية استخدام هذه المصادر .