الهواتف الذكية تدعم تواجد المكتبات الورقية و لا تلغيها يؤكد أساتذة وباحثون من عدة جامعات أن التكنولوجيا الجديدة لتطبيقات الهاتف النقال و إن كانت ستزيل في يوم من الأيام الحواسيب، لا يمكن لها أن تلغي المكتبات التقليدية وما تزخر به من رصيد ورقي، بل ستدعم تواجدها، حيث توجه لتعميم أكبر للكتاب التقليدي، كما يرى البعض أن الهواتف الذكية ستصبح مع مرور الوقت الوعاء الجديد للكتاب الورقي، رغم إقرارهم بأن العمل بالنظام التقليدي سيعرف تناقصا مع مرور الوقت، ما سيسمح بتحسين صورة الكتاب مع متطلبات العصر. المختصون التقيناهم على هامش الملتقى الوطني الخامس حول تطبيقات الهواتف الذكية في الجامعات الواقع، الرهانات والآفاق المنظم مؤخرا بقسنطينة وقد تفاوتت آراهم حول مستقبل الكتاب لكنهم التقوا في كون الكتاب الورقي سيصمد رغم التطور التكنولوجي. رصدها : عبد الله بودبابة د. عبد المالك بن السبتي مدير مخبر البحث والدراسات حول التوثيق العلمي والتكنولوجي الأدوات الجديدة مأوى والكتاب سيصمد يرى مدير البحث والدراسات حول التوثيق العلمي والتكنولوجي بمعهد علم المكتبات والتوثيق بجامعة قسنطينة 2 أن الجدلية القائمة حاليا بين التكنولوجيا والمكتبات الورقية قديمة وتعود للسنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، قبل أن يحدث تزاوج بين الجانبين سنوات السبعينيات مع ظهور ما يسمى ب "التيليماتيا" وأصبحت هذه الأجهزة تقوم بالمعالجة والحفظ وإمكانية تحويل المعلومات عبر وسائل الاتصال، لكن نتيجة بعض الصعوبات تم الاتجاه نحو تصغير هذه الأدوات وهو ما يسمح بتنقلها واستعمالها في أماكن مختلفة، حيث ظهرت الحواسيب الصغيرة، لتتطور إلى هواتف الذكية، لكن مع التطورات الأخيرة أصبحت تعمل عمل الحواسيب وبالتالي أصبحت في شكل حواسيب محمولة. بالرجوع إلى الكتب القديمة كان هناك شبه إجماع من قبل مختصين سنوات السبعينيات أنه مع حلول سنة 1990 ستختفي كافة الوسائط الورقية، وهو الأمر الذي لم يتحقق لحد الآن، حيث لا تزال الكتب التقليدية والمجلات الورقية منتشرة بشكل كبير، الجديد أن الأدوات التكنولوجية الحديثة أصبحت تساند المكتبات التقليدية وتدعمها ولا تقضي عليها، ولهذا أضحت التكنولوجيا الذكية مأوى للكتاب الورقي وأداة إمكانية تحويلها بمختلف الطرق بعد تجميعها وتحويلها للمستفيدين، لدي تصور شخصي أنه مستقبلا ستنتشر بكثرة على حساب الكمبيوتر، وعلى عكس الكتاب الورقي الذي سيستمر في التواجد. سامية تبري أستاذة محاضرة بجامعة سطيف دمج التكنولوجيا الحديثة في المكاتب الورقية يدعمها و لا يلغيها أوضحت الأساتذة بجامعة باتنة سامية تبري في دراسة قامت بها على مستوى الجامعة، أن 96 في المائة من الطلبة لا يستطيعون العيش دون هواتفهم الذكية، وذلك لما تتيحه الهواتف الذكية الحديثة من تطبيقات لا تختلف عن الحواسيب العادية، وهو ما يمكنهم من الاستفادة منها لغرض البحث العلمي، كما أبدى 67 في المائة من الطلبة ارتياحهم عند استخدامهم للهواتف الذكية، لتضيف، أن الواقع الحالي يؤكد أن الإنسان أصبح لا يستطيع العيش بعيدا عن التكنولوجيا، رغم السلبيات المتعددة لهذه التطبيقات والتي جرت الكثير من الشباب إليها، حيث أكدت الدراسة التي قامت بها الأستاذة أن الهواتف الذكية تعتبر التكنولوجيا الأولى المستعملة من قبل الطلاب، بينما تأتي الحواسيب المحمولة في المرتبة الثانية، لتحل اللوحات الرقمية في المرتبة الثالثة. وتابعت الأستاذة حديثها: "مهما كانت أهمية الوسائل التكنولوجية في المجال العلمي والمعرفي والتواصلي، إلا أنه لا يمكننا الاستغناء عن المكتبات الورقية وذلك لأنها تقدم خدمة علمية وبحثية لها مكانة لا يمكن أن تزول، ولهذا نحن ندعو إلى دمج هذه التكنولوجيا والتقنيات الحديثة مع المكتبات الورقية خدمة لها، وهو ما سيمكن من تجاوز الكثير من المشاكل المسجلة اليوم على مستوى جامعاتنا مثل الاكتظاظ، قلة القاعات، عدم توفر العدد الكافي من المراجع الورقية، إلى جانب عدم ملاءمة الوقت، لذلك فإن هذه التقنيات تدعم وترفع كفاءة الأداء في المكاتب عموما ولا تلغيها. د. خليدة هناء سيدهم أستاذة محاضرة بجامعة باتنة 1 استعمال المكتبات الورقية لن يتعدى 20 في المائة على المدى البعيد وكشفت الأستاذة بجامعة باتنة 2 خليدة هناء سيدهم أن معظم الجامعات العربية بما فيها الجزائرية أصبحت حاليا تعطي أهمية كبيرة لاستخدامات وتطبيقات الهواتف الذكية، وتستخدم بكثرة في مجالات منها الإعارة، منح قوائم بالكتب، واستخدامات الكترونية أخرى تمكن الباحث والطالب من تخطي عوامل المسافة، الزمن وفي نفس الوقت، تمنحه دقة وشمولية في الحصول على المعلومة، وهذا تماشيا مع موجة الاتصالات، التكنولوجيات والمكتبات، التي تتميز بتكلفة أقل، خفة في الوزن، كما أن التصنيفات الأخيرة توضح أن تطبيقات الهواتف الذكية تعتبر من أوائل وسائل التكنولوجيا لإيصال المعلومات للمستفيدين. كما ترى الأستاذة أن الهواتف الذكية وتطبيقاتها الحديثة لا تغنينا عن الوسائل التقليدية والمكتبات التقليدية، حيث لا يمكن التخلص من الرصيد الإنساني الهائل في هذا المجال من أخصائيين موظفين، أو تعويض المباني والمكتبات الضخمة عبر العالم بزخمها الورقي، ربما الهاتف الذكي سيدعم المكتبات ويزيد إقبال أكبر من خلال التكنولوجيا، ممكن على المدى البعيد يصبح الجانب الورقي أقل استعمالا لكن سيبقى حاضرا والأرجح أن ينخفض استعمال الكتب الورقية إلى 20 في المائة مقابل 80 في المائة بالنسبة للتطبيقات الحديثة. الدكتور منير الحمزة أستاذ محاضر بجامعة – تبسة – تطبيقات الهواتف النقالة نقلت المكتبات من بيئتها الكلاسيكية اعتبر الأستاذ بجامعة تبسة منير الحمزة أن هناك تأثير كبير للتكنولوجيا الحديثة على الكتاب التقليدي، وذلك لأسباب كثيرة بينها ما اعتبره مرتبطا بالمقاربة الاقتصادية إذ أن السعر الحالي للهواتف الذكية ينطلق من 60 دولارا بأغلب دول العالم، ولذلك أكد على ضرورة أن تغير اليوم المؤسسات الوثائقية، الأرشيف، المكتبات والإحصاء من إستراتيجيتها وطريقة عملها بما يتناسب وهذه التكنولوجيات الجديدة، لكون التطبيقات الحديثة للهواتف الذكية تعطي مزايا لم تكن هذه المؤسسات تحلم بها من قبل، بينها تخطي الحواجز الجغرافية والمكانية. وتابع الأستاذ حديثه أنه في القديم كان الباحث هو من يتنقل إلى المكتبات، أما اليوم فقد أصبحت هذه المكتبات هي من تنتقل إلى الباحث، كما أنه لم يعد هنالك فرق كبير في الزمن من حيث إنتاج المعلومة وإتاحتها للقراء، فمثلا أصبحت التطبيقات الحديثة للهواتف النقالة تقدم الكثير بالنسبة لجانب البحث العلمي بالجامعات لم تكن تقدمها البيئة التقليدية والكلاسيكية قديما تمنحها لمؤسسات المعلومات وكل هذا يساهم، حسبه، في تعزيز تطور البحث العلمي، ولهذا يجب علينا اليوم التفكير في كيفية ضبط إستراتيجية واضحة لهذه التكنولوجيا خاصة وأنها تتميز بانخفاض التكلفة مقارنة مع ما تتيحه البيئة التقليدية، مشيرا أن الحسم في هذه الجدلية سيحدده الوقت وطريقة استخدام هذه التكنولوجيا، دون إهمال الإطار القانوني، داعيا المختصين والقائمين على المؤسسات الوثائقية والمكتبات لضرورة التخلي عن الذهنيات المتصلبة التي تخشى التغيير. الأستاذ الدكتور رشيد مزلاح معهد علم المكتبات والتوثيق جامعة قسنطينة 2 الوسائل الحديثة تتيح الوصول الحر للمعلومات الموجودة بالكتب الورقية التكنولوجيا الحديثة وتطبيقات الهاتف النقال تتيح الوصول الحر للمعلومة الموجودة بالكتب الورقية ولا يمكن أن تلغي تواجدها بأي شكل من الأشكال، فالكتاب الورقي له ميزة كبيرة وأهدافه كثيرة، وبالتالي فالتطبيقات الجديدة للهاتف الذي تزيد من فرص منح المعلومة للمستفيد مع تجاوز المعوقات المعروفة كالمسافة، الوقت وعدم توفر العدد الكافي من الكتب، وهو بالتالي مكسب يضاف للمكتبات التقليدية ويزيدها انتشارا ولا يحدها أو يقضي عليها كما يرى البعض. ويضيف ذات المتحدث أنه وجب علينا من الآن التفكير في إيجاد منظومة قانونية تنظيمية لكيفية العمل بهذه التطبيقات سواء على مستوى الجامعات أو في الحياة العامة، ولهذا يجب إيجاد تشريعات تحمي الملكية الفكرية لهذه المنظومة والإتاحة الحرة للوصول لهذه المعلومات وعدم ترك فراغ قانوني في المستقبل، سيما مع التطور الكبير لهذه التكنولوجيا واستعمالها المتزايد. الأستاذ لخضر عياش رئيس الجمعية الوطنية للمكتبات والمعلومات التكنولوجيا تدعم سرعة تداول الكتب و لا تلغي الرصيد الورقي أوضح رئيس الجمعية الوطنية للمكتبات والمعلومات أن الكتاب الورقي يعتبر رفيق الإنسان عبر العصور، لكن حاليا هناك ضرورة إلى بديل أو وعاء إلكتروني جديد يسهل عملية نقل هذه البيانات، أو بصورة أخرى الحاجة إلى كتاب في صورة الكترونية، مؤكدا استحالة إلغاء كلمة كتاب من المصطلحات الإنسانية، معتبرا أن الصيغة تغيرت فقط من ورقي إلى إلكتروني، والهدف حسبه هو توصيل المعلومة في أقرب وقت للمستفيد، وقد ساعدت البرمجيات الحديثة والتطبيقات الجديدة للهاتف النقال في نقل المعلومة من المنتج إلى المستهلك في وقت قياسي وسرعت من الوتيرة السابقة للكتب الورقية، أي أن التكنولوجيات الحديثة تسرع في مهمة الكتاب وتدعمه دون إلغائه.