ابدى الجمهور الاردني الذي كان مساء الاربعاء على موعد بالفيلم الجزائري " هواجس الممثل المنفرد بنفسه" في اطار "ليالي السينما الوثائقية العربية" بالاردن اعجابه الكبير ب"جدلية وتميز" هذا الفيلم الذي يشكل "فارقا في نمط وأسلوب الفيلم الوثائقي" في السينما العربية المعاصرة. طيلة 105 دقيقة من الفيلم تمكن المخرج حميد بن عمرة من شد انتباه الجمهور المتميز الذي توافد على قاعة السينما لمؤسسة عبد الحميد شومان التي بادرت بتنظيم هذه التظاهرة التي تشارك فيها اضافة الى الجزائرالاردن ومصر من خلال قدرته على توظيف الصورة السنيمائية والموسيقى الجزائرية التي كانت حاضرة بقوة . وأكد بعض الحضور لواج ان السينما العربية " في حاجة ماسة الى هذا النوع الوثائقي الروائي من الافلام " مشيرين الى ان الفيلم "يحتوي على غنى هائل من المشاهد التي تستمر لكن بزوايا مختلفة". ويرى هؤلاء ان الفيلم " يحتوي على بعد حضاري ويتناول موضوع السينما والمسرح بأسلوب مغاير تماما لما ألفناه ". ويصف المخرج فيلمه ب" النادر والمفتوح على المستوى العالمي لانه لا ينتمي الى كليشيهات تعتمد عليها التلفزيونات وتروج لها بعض المهرجانات الأوروبية للسينما " قائلا بأن الافلام التي ينتجها "فيها نوع من المقاومة والتنوير"وان السينما بالنسبة له "فن لا يحكى بالصور لكن بعلاقة الصور ببعضها". وفي رده على سؤال حول وضع السينما في الجزائر عبر السنيمائي الجزائري عن قناعته بالطاقات الموجودة وبالفكر والخيال والابداع وحتى بالإمكانيات المسخرة لمجال السينما في الجزائر لكنه اعتبر بالمقابل بانه احيانا " لا تصرف الأموال الضرورية على الحصان الرابح" كما قال. واقترح في هذا السياق تشكيل لجان مختصة من أهل الاختصاص في كل مجالات السينما تأخذ على عاتقها مهمة اختيار السيناريوهات بصفة دقيقة وموضوعية ومتابعة العمل السنيمائي في مختلف مراحله. وعن مشاريعه المستقبلية أكد حميد بن عمرة انه بصدد تركيب فيلم جديد عن " الولادة" الذي يحكي قصة زوجته التي قررت ولادة ابنائها الأربعة بالبيت دون أدنى مساعدة طبية او وجود قابلة. "هواجس الممثل المنفرد بنفسه" صدر العام الماضي تكريما للفنانين الذين واجهوا المصاعب والمخاطر وحتى التهديد والموت إيمانا منهم برسالتهم الفنية. في هذا الفيلم يلتقي المخرج الجزائري حميد بن عمرة بممثل سبق أن شاهده على شاشة التلفزيون قبل أربعين عاما ليجعل منه محور حكاية وفق نمط سينمائي يمزج بين أسلوبي الفيلم الروائي و الوثائقي وبينهما يمتد خيط من التجريب الذي يجمع عناصر الحكاية حينا ويشتتها أحيانا أخرى محققا تجربة سينمائية مبدعة لا تخلو من الصعوبة من ناحية الاستقبال والجرأة والإيقاع. ويتعامل المخرج في أطوار الفيلم مع الكاميرا كما يتعامل الكاتب مع القلم أي بكل حرية ما سمح للمخرج حميد بن عمرة بإنجاز فيلم "يحق لنا وصفه بأنه قصيدة سينمائية من حيث التركيب والأحاسيس ولوحة فنية من حيث الصياغة البصرية التشكيلية" حسب القائمين على التظاهرة. ويحكي الفيلم عن الممثل المسرحي الكوميدي محمد ادار و عن هواجسه وأحلامه وخيباته لكن المخرج لا يكتفي بسرد حكايته بل يعالج موضوعات تتسع لتحيط بأسئلة تحكي أحوال الجزائر من كافة نواحيها انطلاقا من حكاية آدار الذي قدم على خشبة المسرح اكثر من خمسين عملا مسرحيا على مدار نصف قرن لكنه لم يحصل على فرصته في السينما. وحول أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات الثقافية قال المخرج الجزائري بأن عرض افلام من افاق شتى " يخلق جمهورا سينمائيا ملما بما يجري في العالم في هذا الميدان مما يهيء ارضية خصبة للأجيال القادمة. كما أن فتح الشاشة لسينما متميزة تقنيا وموضوعيا يخدم السينما الأردنية كما يخدم السينمائيين المبرمجة افلامهم لانهم سيكتشفون نظرة و قراءة مختلفة." وذكر في ذات الوقت باستضافة الاردن له عام 1996 للمشاركة بمهرجان جرش الدولي مشيرا الى انه و منذ اكثر من عشرين عاما "بقيت بصمات الحياة الاردنية راسخة في ذهني."(