يشارك الفيلم الوثائقي الجزائري ”هواجس الممثل المنفرد بنفسه” للمخرج حميد بن عمرة في ”ليالي السينما الوثائقية العربية” التي تنظمها مؤسسة عبد الحميد شومان، ثلاثة من أحدث نماذج الأفلام الوثائقية التي أُنتجت في العام 2016، وتستضيف مخرجي هذه الأفلام في لقاءات بينهم وبين الجمهور. الفيلم الجزائري ”هواجس الممثل المنفرد بنفسه”، للمخرج حميد بن عمرة، فيتحدث عن مفهوم الغياب من خلال شخصية ”أدار”، وهو ممثل في نهاية العمر يبحث عن دوره بين خشبة المسرح وعدسة الكاميرا، وتنتابه هواجس لا يفرق فيها بين حلمه السينمائي وبين الإسكافي الذي يتقمص شخصيته في مسرحية بصدد الإنجاز. ويروي الفيلم المصري ”أبدا لم نكن أطفالا”، للمخرج محمود سليمان، قصة عائلة تعيش في خضم أحداث تاريخية، مركّزا على حكاية ”نادية” التي انفصلت عن زوجها وتحملت عبء تربية أبنائها بمفردها، وبدأت العمل لكسب لقمة عيشها من خلال مهنة ”شحذ السكاكين”، ورغم قلة ما تجنيه من نقود والجهد الذي تبذله في ذلك إلا أنها تحاول أن تمنح أطفالها مستوى لائقا من الحياة والتعليم. ويتناول الفيلم الأردني ”إن كنت تقصد قتلي”، للمخرجة وداد شفاقوج، حكاية ثلاث نساء معتقلات في سجون للحفاظ على سلامتهن، بسبب عدم توفر ملاجئ بديلة لحماية النساء المهدّدات. يتتبع الفيلم القصة والأسباب وراء دخول هاته النسوة السجن، وكيف غيّر السجن مجرى حياتهن، إضافة إلى مقابلات مع خبراء ومختصين للحديث عن الجوانب القانونية والإنسانية لقضاياهن. وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية، إن هذه العروض تأتي في سياق مهمة التثقيف والتنوير التي تعمل عليها المؤسسة، لافتة إلى أن إشاعة الجمال “قيمة مهمة، تتصدى المؤسسة لتحقيقها، وتأخذها على محمل الجدّ”. وبينت قسيسية أن السينما اليوم تشتمل على معرفة وتثقيف، كما تتضمن جماليات عديدة، وتحاول التنبيه والتوعية بأمور قد لا تكون في وارد المرء أو تخطر في ذهنه.وأوضح رئيس قسم السينما في المؤسسة عدنان مدانات، أن هذه النماذج تمثل تجارب مختلفة من حيث تنوع الطرح ونمط الإخراج وآلياته، إلى جانب تنوع الأفكار التي تناقشها. وقال عضو لجنة السينما في المؤسسة ناجح حسن، إن هذه الأفلام تغطي قطاعات واسعة من هموم الناس وآمالهم، في بيئات إنسانية مختلفة، كما تمتلك أساليبها الجمالية والفكرية اللافتة. يُذكر أن قسم السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان دأب منذ تأسيسه في عام 1989 على تقديم عروض لأفلام منتقاة من الكلاسيكيات إلى الأفلام الحديثة والتجريبية من أنحاء العالم.