بدأت صباح أمس في تونس وفي اجواء امنية استثنائية محاكمة 23 موقوفا من بين اعضاء عائلة الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته ليلي الطرابلسي. ووجهت إلى هؤلاء الموقوفين تهم محاولة الفرار من تونس في يناير الماضي وهم يحملون كميات كبيرة من العملة الأجنبية. ويواجه 35 شخصا مرتبطين بالنظام التونسي السابق تهما مختلفة لكن 23 متهما فقط مثلوا اليوم أمام المحكمة. ودخل إلى قاعة المحكمة التي كانت غاصة بالصحفيين والمحامين 14 رجلا وقد قيدت أياديهم و 9 نساء كن يرتدين ملابس بيضاء طويلة. وكان المتهمون ومن ضمنهم عماد الطرابلسي، ابن أخ ليلي الطرابلسي، معتقلين في قاعدة العوينة العسكرية منذ إلقاء القبض عليهم. وخاطب القاضي عماد الطرابلسي قائلا لقد حاولت الهروب من البلد يوم 11 يناير وبحوزتك عملة أجنبية ومجوهرات. ونفى عماد التهم الموجهة إليه، قائلا إنه لم يحاول الهروب من البلد وأن الأموال التي كانت في حوزته تأتت من أنشطة قانونية. وقالت هيئة الادعاء إن عماد الطرابلسي كان يحمل 36 ساعة يدوية و 5 كيلوجرامات من المجوهرات عندما أوقف في المطار. واعتقل متهم آخر وهو منصف الطرابسلي وفي حوزته 2400 دولار و 17500 يورو. وقال الصحفي التونسي كمال بن يونس إن هذه هي المحاكمة الاولى من نوعها لشخصيات من كبار المقربين من بن علي في حالة ايقاف باعتبار بقية المحاكمات كانت اساسا لشخصيات في حالة فرار من بينهم بن علي وزوجته وصهره صخر الماطري. وأضاف أن المحاكمات في الملفات السياسية التي تشمل بن علي ووزراء الداخلية والعدل وكبار المسؤولين السابقين في الحكومة الموقوفين لم تبدأ بعد رغم مرور اكثر من 6 اشهر على ايقاف بعضهم مثل رفيق الحاج قاسم وعبد الله القلال وزيري الداخلية السابقين. كما تعقد يوم الخميس محاكمة غيابية جديدة لبن علي وصهره صخر الماطري بتهمة التحيل في مشروع البحيرة العملاق التابع لرجل الاعمال السعودي الكبير الشيخ صالح كامل. وكانت محكمة تونسية حكمت غيابيا على بن علي يوم 4 جوان ب 15 عاما ونصف العام لحيازته أسلحة ومخدرات وتحفا أثرية وغرمته 54 ألف يورو. وحكمت محكمة أخرى على بن علي وزوجته ليلي الطرابلسي في يونيو أيضا ب 35 عاما وغرمته مبلغ 45 مليون يورو لاتهامه بإساءة استخدام الموارد العامة بعدما عثرت الشرطة على نقود ومجوهرات في قصر قرطاج. لكن بن علي رفض في بيان الشهر الماضي محاكمته ناعتا إياها بأنها مهزلة و تصفية سياسية. ويواجه بن علي والمقربين منه نحو 180 تهمة.