مسايرة الموضة والإهتمام بالشكل الخارجي يمثل هاجس الشباب بالدرجة الأولى لاسيما من هم في سن المراهقة لما تعرفه هذه المرحلة العمرية من ميزات تجعل الشخص أكثر اهتماما بشكله وملابسه وغالبا ما يلجأ هؤلاء المراهقون إلى الظهور بالشكل المختلف عن باقي أفراد المجتمع بغض النظر عن رأي الآخرين في ذلك ومن هنا أصبحنا نشهد يوميا في شوارعنا شباب بملابس أقل ما يقال عنها أنها غريبة فما إن يمر أحدهم من أمامك حتى يلفت إنتباهك بتسريحة شعره أو ملابسه التي تتشكل غالبا من أقمشة عريضة وفضفاضة تحمل رسومات غريبة أو كتابات باللغة الأجنبية لها معان مختلفة عادة لا تكون بريئة أما السروال فهو أكثر قطعة تثير الجدل وتستقطب دهشة الآخرين وحتى سخطهم في بعض الأحيان إذ تتميز هذه السراويل عن غيرهما بأنها متدلية وتظهر جزءا من الملابس الداخلية هذا ناهك عن الإكسسوارات التي أصبح يتيزن بها هؤلاء الشباب بعد أن كانت تتحلى بها الفتيات والنسوة فقط من الأقراط والخواتم إلى العقود.. وغيرها. ليصنعوا بذلك مظهرا غريبا بالفعل خاصة عن مجتمعنا و قيمه التي لاتسمح بأن تختلط مفاهيم الرجولة مع هذه المظاهر والأشكال التي توصف في الغالب بأنها مظاهر صبيانية أو منحرفة أو شاذة هذا ما لمسناه من خلال تقربنا من بعض المواطنين الذين سألناهم عن رأيهم في مظهر هؤلاء أو »الستيل« الذي يميزهم عن البقية. الآنسة (ر. أ) 20 سنة ترى أن مع هذه المظاهر تنعدم معاني الرجولة بحيث لايبدون لها هؤلاء سوى صبيان يركظون وراء الموضة فيما يرى السيد (م.ن) 37 سنة أن هذا الأمر جد عادي يقصد بذلك اتباع الموضة إلى حد الجنون لأن المرحلة العمرية تفرض منطقهاه لكنها سرعان ما يتجاوز الفرد هذه الأفكار بمرور الأيام ويندمج في المجتمع بشكل طبيعي. لتنقسم بذلك الآراء حول هذا الموضوع بين ستقبل ورافض للظاهرة التي أصبحت في تزايد مستمر خاصة في الآونة الأخيرة إذ يعتبر الكثير من المواطنين أن شباب اليوم أصبحوا متجردين عن كل القيم والعادات المتأصلة في مجتمعنا بعد أن صاروا يرتدون من الملابس التي تخدش الحياء مقلدين بذلك أجناسا أخرى ومتخلين عن هويتهم الثقافية والدينية في نفس الوقت. ومن أجل توضيح أكثر للظاهرة وتفسيرها بشكل صحيح لجأنا إلى أصحاب الإختصاص وسألناهم عن سبب إنتشار هذه الظاهرة مصادرها حيث أجابت السيدة فطيمة ف. أستاذة في علم الإجتماع بجامعة وهران، إن هذه الظاهرة والمتمثلة في الموضة بكامل معانيها ماهي إلا غزو ثقافي يحاول من خلاله الغرب خلق نموذج إستهلاكي موحد لشعوب العالم فالأمر لايقتصر على الموضة في اللباس بل يتعداها إلى الأكل وأفلام السينما ونمط المعيشة بصفة عامة فبتوحيد النموذج الإستهلاكي ستكون الأرباح أوفر في عملية التصدير والبيع وهو ما نسطتيع القول أنها إقتربت من تحقيقه بنسبة كبيرة خاصة مع ظهور وسائل الإتصال التي سهلت من العملية بشكل كبير لاسيما »الانترنيت« فيمايعتبر المشاهير من نجوم الغناء وكرة القدم هم أفضل من يقوم بالدعاية لهذه الموضة إذ أصبح هؤلاء النجوم هم المثال الأعلى لشبابنا. من جهة ثانية كشفت لنا للأستاذة (ف.ڤ) بعد أن سألناها عن سبب التأثر السريع لدى الشباب بهذه الموضة أن كل فرد في هذا السن يسعى لاشباع دوافع شعورية أولا شعورية كاثبات الذات ولفت الأنظار لكن غالبا ما تتغير أفكارهم حول هذا الأمر بعد تجاوز هذه المرحلة العمرية.