انطلقت أمس فعاليات الملتقى الدولي الثالث حول الفضاء العمومي ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي «التشظي وإعادة قراءة المفهوم « الذي نظم بكلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بجامعة وهران 1 أحمد بن بلة بالتنسيق مع قسم علوم الإعلام والاتصال ومخبر استخدامات وتلقي المنتجات الإعلامية والثقافية في الجزائر وقد اعتبر المؤتمر الذي يعد سيرورة لقسم علوم الإعلام والاتصال ونافذة معرفية هامة على الميديا الجديدة كظاهرة بدأت تتغلغل في الأوساط الشبابية والمجتمعات، فضلا عن التحول إلى الأنشطة الالكترونية فضاء مفتوح لطلبة الدكتوراه حتى يحتكوا بالأساتذة ويمارسوا بحوثهم في مختلف التخصصات، في حين شكل بالنسبة لطلبة الليسانس والماستر يوما تكوينيا هاما بمشاركة عدد من الأساتذة والأكاديميين وكذا الباحثين الذين قدموا من مختلف جامعات الجزائر كباتنة، تبسة ، سطيف، العاصمة ، البليدة ، مستغانم ، عين تموشنت و وهران ، جاؤوا لمناقشة إشكاليات الفضاءات العمومية التي اعتبروها تحصيلا حاصلا لكل ما يحدث في العالم والمتحكم الأول في مصير الأمم . وقد افتتح السيد بن دحو عميد الكلية الجلسة بكلمة أوضح فيها أهمية اللقاء الذي جاء كإجراء تحسيسي توعوي لفائدة الطلبة ، كاشفا أن الشباب هم الثورة، وعليه لابد من التحلي بالأخلاقية حول كل ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر عنصرا فعالا في سيرورة المجتمعات، باعتبارها باتت تتحكم في سيرورتها سواء نحو التطور أو التدهور ، وناقشت من جهتها الأستاذة بن غربية فلة مفهوم إجرائية الفضاء العمومي في ظل المراجعات النظرية ، حيث ركزت على إشكالية العقلانية وتحليل ما إذا كان المجتمع الجزائري يستعمله بكل واقعية وموضوعية ، فهو بالنسبة لها يؤدي وظيفة تطوير المجتمعات لارتباطه الكبير بالمجال السياسي الذي يعدّ المحرك الأول للأمم ، كما تحدثت الأستاذة بن غربية عن ضرورة إعطاء مفهوم الفضاء العمومي أهمية محورية في علوم الإعلام والاتصال، لاسيما في ظل التطور التكنولوجي والانتشار الواسع للأنترنت وكذا الرواج الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، ما ينجم عنه فك الحدود الفاصلة بين ما هو عام وخاص، وبالتالي انفتاح الشعوب على بعضها أكثر وخلق فرص لمعرفة كيف تسير وتفكر وتتحرك المجتمعات وتتفاعل على مستوى نظمها السياسية، الاجتماعية والقانونية ، وأعطت السيدة بن غربية فلة مثالا عن موضوع الإسلاموفوبية الذي أصبح أكثر عرضة للنقاش على مستوى الفضاءات العمومية و يسمح بالبحث فيه ضمن إشكالية إجرائية مفهوم الفضاء العمومي. ويرى الدكتور لعياضي نصر الدين في محاضرته الموسومة ب« الفضاء العمومي والميديا، محاولة تفكيك علاقة ملتبسة « أن الفضاء العمومي مصطلح فرض نفسه في التفكير وفي تطور المجتمعات، وكذا في الاتصال السياسي وعلاقة وسائل الإعلام بالسلطة والمواطنين، فهو –حسبه- محور اهتمام الفاعلين السياسيين من جهة وجمهور وسائل الإعلام والباحثين والأكاديميين من جهة أخرى، كما أوضح في تدخله أنه يستعمل كلمة « الميديا « عوض وسائل الإعلام باعتبارها كلمة تشمل وسائل الإعلام الكلاسيكية و الحديثة و كذا التكنولوجية . أما الأستاذ مخلوف بوكروف وهو أستاذ بجامعة الإعلام والاتصال ومدير مخبر الاستخدامات وتلقي المنتجات الإعلامية والثقافية في الجزائر فقد كشف أنه لن يتحدث في محاضرته التي سيقدمها اليوم تحت عنوان « الفضاء العمومي وفضاء المدينة « عن مضمون الفضاء العمومي بقدر ما سوف يتحدث عن الذي يحويه ، ويعني بذلك المدينة التي ترتبط به جغرافيا عبر استعراضه للجدل الواقع بين الخبراء والعلماء حول العمران الحديث وما بعد الحديث، ليعرج بعدها إلى طبيعة العمران بالجزائر.