تنظم جامعة مستغانم، بالتنسيق مع الجمعية الوطنية للعمل التطوعي ومخبر الدراسات الإعلامية والاتصالية، في أواخر الشهر الجاري، الندوة الثانية حول "دور وسائط الإعلام الجديدة في ترقية العمل التطوعي الجمعوي". تهدف حسب منظميها إلى تحديد الدور الذي تمارسه وسائط الإعلام الجديدة في المجتمع، إلى جانب التعرف على أهمية الإعلام الجمعوي في خدمة العمل الجمعوي وترقيته داخل المجتمع. افتك الإعلام الجديد عبر وسائطه المتعددة مكانة هامة، إذ ينافس في الوقت الراهن وسائل الإعلام التقليدية في نقل الأحداث والأخبار، فمساحات التفاعل الإعلامي التي تتيحها وسائط الميديا الجديدة واستخداماته المكثفة من قبل الجمهور، أتاح فرصا هامة للمؤسسات والتنظيمات الجمعوية للاتصال مع المحيط الإعلامي الذي يمتاز بالفعالية والدينامكية، وتتيح وسائط إعلامية حديثة نقل أفكار ونشاطات الجمعيات إلى فئات واسعة من الجمهور. إن التطور المتسارع الذي شهدته وسائل الإعلام والاتصال وانعكاساته على تغير أساليب العمل الإعلامي الذي انتقل إلى مرحلة جديدة، رسمتها الميديا الجديدة عبر منصات الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، أنتج واقعا إعلاميا جديدا أضحت فيه الأخبار والمعلومات أكثر انتشارا بين أفراد الجمهور واتسعت فيه مساحات مشاركة مستخدمي المنصات الإلكترونية في تلقي الأخبار ونشرها. هذا ما خلق بعض المفاهيم الجديدة التي ارتأى من خلالها منظمو الندوة تحليلها في يوم دراسي، قسم إلى عدة محاور، أهمها العلاقة بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، وكذا حركة النشاط الجمعوي والتطوعي في الجزائر ودور الإعلام التقليدي في تعزيز تلك النشاطات، إلى جانب دور الإعلام الجديد في تفعيل النشاط الجمعوي. كما سيتم تناول محور رئيسي، وهو أشكال ومظاهر حضور النشاطات الجمعوية في الفضاءات الرقمية، وآليات الاتصال وثقافة المشاركة في العمل التطوعي عبر مواقع الشبكات الاجتماعية. وقد استثمرت فيما يبدو، التنظيمات الجمعوية التي تسعى إلى تجسيد مبادرات ونشاطات لها صلة بالشأن العام في الخصائص الإعلامية التي تنفرد بها وسائط الميديا الجديدة، وآخر ما أفرزته تقنيات الاتصال عبر شبكة الأنترنت لنشر مشاريعها الجمعوية ومخاطبة جمهورها المستهدف. ولم تعد الجمعيات تستعين في تغطية نشاطاتها إعلاميا بالصحافة التقليدية فحسب، بل توجهت إلى استحداث منصات إلكترونية وصفحات خاصة بها على مواقع الشبكات الاجتماعية للتواصل مع فئات أوسع من الجمهور. إن اهتمام الجمعيات سواء تلك التي تنشط على المستوى المحلي أو الوطني بوسائط الميديا الجديدة، والمراهنة على دورها الاتصالي والإعلامي الفعال في الوصول إلى فئات واسعة من أفراد المجتمع، خاصة الشباب لاستقطابه إلى العمل الجمعوي والانخراط في نشاطها، عزز من دور وسائط الإعلام الجديد في دعم العمل الجمعوي وجعله أكثر قبولا وحضورا في المجتمع، بعدما كان الاطلاع على النشاطات الجمعوية التي تنظم للصالح العام مقتصرا على فئة معينة، لتتيح وسائط الميديا الجديدة ونماذج الإعلام الحديث للحركة الجمعوية تشكيل منابر اتصالية وإعلامية فعالة ومؤثرة على شبكة الأنترنت، تخاطب من خلالها مئات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، وقد شكل اعتماد ما يعرف بالحركة الجمعوية على الميديا الجديدة حيزا هاما من اهتمامات الباحثين الذين انصبت جهودهم على دراسة أثر الميديا الجديدة في التأثير على سياسات عامة، واتجاهات أفراد المجتمع ودعم أفكار ومشاريع الجماعات الاجتماعية التي تضطلع ببناء سلوك الفرد ودمجه في الحياة العامة، وهو ما يشكل أحد مرتكزات العمل الجمعوي.