ينظم قسم علوم الإعلام والاتصال بكلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بجامعة وهران "أحمد بن بلة"، بالتنسيق مع مخبر استخدامات وتلقي المنتجات الإعلامية والثقافية في الجزائر، كلية علوم الإعلام والاتصال جامعة الجزائر"3"، يومي 19 و20 أفريل المقبل، مؤتمرا دوليا يناقش العلاقة بين الفضاء العمومي ومواقع شبكات التواصل الاجتماعي. لم يتوقف النقاش العلمي حول العلاقة بين الفضاء العمومي والفضاء السياسي، والفضاء الإعلامي منذ صدور أطروحة يورغن هابرماس، بعنوان؛ الفضاء العمومي: أركيولوجية الإعلان كبعد تأسيسي للمجتمع البرجوازي" في عام 1962. وقد تعرضت هذه الأطروحة للنقد من منطلقات تاريخية وفلسفية وسوسيولوجية. وبميلاد شبكة الأنترنت وتزايد دورها الاتصالي واندفاع مواقع التواصل الاجتماعي في رسم الحدود الفاصلة بين ما هو عام وما هو خاص، وتغيير الممارسة السياسية وتوسيع نطاقها، اكتسب مفهوم الفضاء العمومي أهمية محورية في علوم الإعلام والاتصال، وعاد النقاش من جديد وبشكل أكثر حدة حول العلاقة بين الفضاء العمومي والفضاء السياسي والفضاء الإعلامي. وتباينت المواقف بين من يرى أن هذه المواقع ستكون معولا للقضاء على الفضاء العمومي، بتشتيته وسلب حيويته وإفراغه من جوهره "النقاش والاستخدام العلني للحجة". ومن يرى أن مواقع الشبكات الاجتماعية تشكل فرصة تاريخية للقضاء على النزعة الإقصائية التي اتسم بها الفضاء العمومي البرجوازي في الغرب، وإخراجه من الأزمة وانحرافات وسائل الاتصال الجماهيري عن دورها الإخباري والتنويري. فمواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى إعادة قراءة مفهوم الفضاء العمومي من منطلقات سوسيولوجية واتصالية، وعدم النظر إليه من الزاوية السياسية فقط. فبين تراجع مفهوم الفضاء العمومي وضرورة إعادة قراءته على ضوء الممارسات الاتصالية التي تتيحها مواقع الشبكات الاجتماعية، يطرح السؤال عن وضع الفضاء العمومي في السياق الجزائري، إن افترضنا وجوده، في ظل تزايد استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية. يناقش الملتقى الإشكالية في محاور أساسية تتمثل في توجهات جديدة لفهم دور مواقع الشبكات الاجتماعية في إعادة تشكيل الفضاء العمومي ومحور الشبكات الاجتماعية والفضاء العمومي في الجزائر، وأخيرا محور الفضاء الخاص والميديا الجديدة.