الغرب خائف من الإرهاب الذي صنعه وساعده على النمو والتوسع لتشويه صورة الإسلام السمح وتنفير الناس منه محاولا نقل المعركة إلى بلاد العرب من أجل دوام سيطرته عليهم واستغلال ثرواتهم فأعلن الحرب على الإرهاب محتلا أفغانستان والعراق ناشرا الفوضى والخراب لكن السحر انقلب على الساحر فاستولى الخوف الدول الغربية ومنها فرنسا فاهتز أمنها بعد وقوع بعض العمليات الإرهابية وتحول الخوف إلى حقيقة واستغل اليمين المتطرف الفرصة رافعا شعاراته العنصرية المعادية للعرب والمسلمين وأتت الحملة بثمارها المرة وصار دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، وتأهلت مارين لوبان للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بفرنسا وقد تحدث المفاجأة وتفوز لتتصدى للعرب كما فعل جدها شارل مارتل (شارل المطرقة) في بواتي في القرن الثامن الميلادي عندما هزم المسلمين في معركة بلاط الشهداء التي اعتبرها الكاتب الفرنسي أناتول فرانس أسوأ يوم في تاريخ أوروبا لأنها حرمتها من الحضارة العربية الإسلامية التي سطعت أنوارها في الأندلس وصقلية ويبدو أن موقف أسبانيا وإيطاليا من حكاية الحرب على الإرهاب وعدم انخراطهما فيها له علاقة بالماضي البعيد عندما رحب الأسبان بالفاتحين لإنهاء حكم القوط المستبدين ومازال جبل طارق محتلا من الانجليز والشباب يرمون بقوارب الهجرة على الشاطئ. إنه التاريخ الذي يعيد نفسه في صور وأشكال مختلفة فها هي فرنسا تستعد للدفاع عن أوربا ضد المهاجرين وتعارض انضمام تركيا للاتحاد الأوربي خوفا على الهوية الأوربية كما فعل الفرنجة من قبل وألمانيا وهولندا تعاديان أردوغان الذي يحاول أحياء مجد الخلافة العثمانية وروسيا تراوغ فتهاجم مرة وتهادن مرة أخرى كما كانت تفعل روسيا القيصرية تماما وأوربا التي طردت المسلمين من الأندلس واحتلت بلدان العرب والمسلمين وقضت على دولهم زاعمة نشر الحضارة والتمدن وفرضت لغاتها وتقاليدها عليهم قبل أن تعترف باستقلالهم تحاول منعهم من الدخول إلى أراضيها وتغلق أبواب الهجرة في وجوههم وتنتخب المتطرفين ليقفوا ضدهم رغم أنهم تخلوا عن خيولهم وسيوفهم منذ قرون لكنهم مسلمون وتلك هي المشكلة كما قال وليام شكسبير.