دخل اتحاد الكرمة غمار منافسة قسم ما بين الرابطات في ثاني موسم له فيها 2016/2017 بقوة مكتسحا كل خصومه داخل و خارج الميدان في الجولات الاولى ما جعله منذ البداية رائدا لها دون منازع متفوقا على منافسيه المدرسة العريقة شبيبة تيارت و الجار مشعل سيدي الشحمي. ورغم تذبذب نتائج المواجهات الودية التحضيرية إلا ان بريك و طاقمه الفني كانوا كلهم ثقة على التباري على الصعود متحفظين في الوقت نفسه في الإفصاح عن ذلك لإبعاد عناصرهم عن الضغط . من جهتها عرفت الإدارة كيف تعد العدة رغم الصراعات الداخلية و انتدبت خيرة الأسماء من أصحاب الخبرة و التجربة في الرابطتين الثانية والأولى على غرار جعدان و بوعزة كراشاي مع الحفاظ على أبرز الركائز في شاكلة القائد بوفايدة ومايسترو خط الوسط حمدات. الكرماوة أنهوا الشطر الأول من البطولة متفوقين بفارق مريح عن الملاحق شبيبة تيارت التي سجلوا أمامها الخسارة الوحيدة طيلة مرحلة الذهاب بعاصمة الرستميين بهدف وحيد. أما مرحلة العودة فكانت بدايتها جد مكهربة ، جراء إضراب بعض اللاعبين كاحتجاج منهم على عدم تسديد المستحقات التي وعدتهم بها إدارة الرئيس المخضرم الوافي كرراز التي اتهمت البعض منهم برفع الأرجل في احد المواجهات ، ليختلط في هذه الفترة الحابل بالنابل إلا ان قدامى الاتحاد و رجال الخفاء فيها في شاكلة عادل كريدة إلى جانب المدرب بريك عرفوا كيف يذيبون الجليد بين الأطراف المتنازعة. و في ظل كل ذلك برزت عدة أسماء من مدرسة الإتحاد التي حافظت على دينمايكية النتائج الايجابية و على صدارة الترتيب منفردة بها و بفارق بلغ ال12 نقطة في الجولات الأخيرة. و بالغوص في حصيلة الكرمة المحققة تجدها تحصلت على 68 نقطة بعشرين انتصارا 15 منها في ملعب خساني محمد الذي تعثرت فيه مرة وحيدة في مواجهة ترسيم الصعود امام شبيبة تيارت حين تعادلت بهدف في كل شبكة سجله عمراني و هو ما تجلى عنه الإرتقاء الرسمي للقسم الثاني هواة تحت أهازيج الغايطة و فرحة سكان الكرمة الذين سيشاهدون فريقهم لأول مرة في بطولة الهواة . كما تعادل أبناء فالمي في 5 مناسبات 4 منها خارج الديار و انهزموا في 4 مواجهات. و كان الهجوم القوة الضاربة في وجه كل الخصوم بعد أن بلغت حصيلته 46 هدفا كأحسن هجوم مناصفة مع شبيبة تيارت . بالمقابل كان الدفاع هو الأحسن بتلقيه ل 19 هدفا فقط ، ليبقى الحديث الآن سوى عن التحضير للموسم القادم و الأولويات بين لعب الصعود للرابطة الثانية الذي يبقى صعب المنال أو اللعب على ضمان البقاء. في ظل كل هذا صار البيت الكرماوي على شكل برميل من بارود في ظل الصراع المحتدم بين المسير الفعال عادل كريدة و الرئيس كرراز الوافي الذي أكد في وقت سابق أن توفر الإمكانيات اللازمة من السلطات و المجلس الشعبي البلدي للكرمة وحده كفيل بلعب الأدوار الأولى الموسم القادم ، ليبقى يستعد مسيرو اتحاد الكرمة لتحديات كبرى هذه الصائفة بداية بتجديد الثقة من عدمها في المدرب بريك عبد القادر ، والتدعيمات النوعية للتشكيلة ، ورأب الصدع و ترك الخلافات الداخلية جانبا ، أما الأهم فهو التنسيق مع البلدية لتهيئة و تأهيل ملعب خساني محمد لاحتضان مواجهات «ايربيك» الموسم القادم.