إنطلقت أول أمس ببلدية سيدي لخضر بمستغانم فعاليات المهرجان السنوي للشاعر الشعبي والصوفي والمجاهد لخضر بن خلوف في طبعته ال 27 حيث يطالب من خلالها اهل سيدي لخضر بن خلوف وكذا سكان البلدية المعنية بتنظيم هذه التظاهرة الثقافية التاريخية والفنية وكذا عديد الشخصيات المهتمة بشخصية بن خلوف وبالتراث والشعر منذ الطبعة 26 من وزارة الثقافة بضرورة ترسيم هذه التظاهرة بصفة مهرجان وطني وانشاء محافظة تسهر على تنظيمه سنويا بتمويل من طرف الوزارة الوصية وولاية مستغانم والهدف من ذلك حتى يرتقي المهرجان الى المستوى الذي تستحقه شخصية لخضر بن خلوف وتمكين المهتمين بالتراث والباحثين والمؤرخين من المشاركة في هذه التظاهرة بغرض رفع الغبار والنسيان عن حزمة من المعلومات الخفية عن عظمة هذه الشخصية التي كان لها الدور التاريخي المثير في القرن ال 15 م ومنها مدحه للرسول الاعظم في مختلف قصائده التي هي بحاجة الى دراسة معمقة لا سيما أنه وقد ترك ديوان شعر يتضمن اكثر من الف قصيدة وما يشد الاهتمام في مسيرة لخضر بن خلوف هو جمعه مابين التصوف والزهد والشعر ومشاركته الرئيسية كمجاهد في معركة مزغران الشهيرة ضد الغزو الاسباني لمستغانم بتاريخ يوم 22 اوت سنة 1558 ميلادي مثل هذه الاحداث التي توجد عنها معلومات ناقصة ومواقف اخرى في حياة الشاعر والمجاهد لخضر بن خلوف لا بد من التركيزعليها في المهرجان السنوي الذي يقام باسم هذه الشخصية و من المحبذ ايضا ان يشتمل برناج التظاهرة ندوات فكرية ومحاضرات اكاديمية ونقاش واسع ومثمر مفتوح ينشطه نخبة من المهتمين واساتذة وطلبة جامعيين مؤرخين ومختصين فالى متى يبقى الطابع الفلكلوري وترديد اغاني من اشعار لخضر بن خلوف في سهرات فنية تطرب الجمهور طيلة الايام الثلاثة للمهرجان هو النشاط الذي يغلب على فعاليات هذا اللقاء السنوي الهام المنتظر ترقيته الى مجال النقاش والبحث الاكاديمي الثري يؤدي الى حصاد وفير في المعلومات التي لا بد من معرفتها عن اعظم شاعر ومجاهد عرفه القرن الخامس عشر الميلادي ومايزيد في اهمية مهرجان لخضر بن خلوف هو تزامن تنظيمه بذكرى وطنية عزيزة وغالية على كل الجزائريين والجزائريات انها ذكرى يوم المجاهد التي تلقت فيها فرنسا الضربة الموجعة على يد مجاهدينا. كما كانت ملحمة مزغران الخالدة ضد الاسبان تلك الملحمة التي وصفها لخضر بن خلوف في احدى قصائده بقصة . تميز حفل افتتاح هذه التظاهرة -التي تزامنت مع ذكرى اليوم الوطني للمجاهد وشهر رمضان- بتقديم استعراضات بساحة البلدية للفرق المشاركة منها الفرقة النحاسية للمركز الثقافي والكشافة الإسلامية الجزائرية ومجموعتي "القرارة" و"أولاد علي" الفلكلوريتين و"أهل الديوان" و"المستقبل" و"العيساوة". كما أقيمت بالمناسبة عروض في الفروسية النابعة من التقاليد الأصيلة للمجتمع وسط الأهازيج الفلكلورية وطلقات البارود وزغاريد النسوة. وتضمن برنامج هذا المهرجان المنظم طيلة ثلاثة أيام من طرف لجنة الحفلات للبلدية قراءة فاتحة الكتاب بضريح سيدي لخضر بن خلوف سهرة أول أمس السبت ترحما على روح هذا المجاهد والشاعر وأداء صلاة التراويح بمسجد الضريح على أن تلقى بعدها قصائد وابتهالات دينية ألفها سيدي لخضر بن خلوف الملقب بمادح الرسول صلى الله عليه وسلم. وأبرز أهل الاختصاص من خلال محاضرتين مناقب ومآثر سيدي لخضر بن خلوف الى جانب برمجة قراءات شعرية. وبساحة البلدية تنشط مجموعة من المطربين سهرات فنية في الطابع الشعبي منهم زقيش سيد أحمد وبوفرمة الهواري ومسالتي عبد الرحمان وبن صابر بوخروبة وفرقة سيدي محمد المجذوب إلى جانب تقديم وصلات أندلسية مع الجمعية المزغرانية للفن الأندلسي والشعبي.