احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مولاي بلحميسي بمستغانم وعلى مدار يومين كاملين الندوة الفكرية الأولى حول مسيرة مهرجان المسرح الهاوي بحضور مختصين في الفن الركحي وفنانين جزائريين حيث سمح اللقاء بإبراز الأحداث التاريخية حول المراحل التي مر بها مسرح الهواة بالجزائر ، حيث قسمه المحاضران بن عاشور بوزيان وعزيز مواتس إلى 4 مراحل انطلاقا من سنوات 1967 و 1974 التي تعتبر فترة لانطلاق المسرح بآمال وطموحات مستقبلية كبيرة ، خاصة وأن الجزائر كانت قد استرجعت سيادتها الوطنية ، تلتها فترة التوجيهات السياسية ومراقبة كل أعمال المسرح، ما أثر حسب المتدخلين على المسار الطبيعي للفن الرابع، والتي حددت بين سنوات 1975 إلى غاية 1988 ، وهو تاريخ أحداث أكتوبر ، حيث أخلطت أثنائها كل أوراق مهرجان مستغانم وبات غير مرغوبا فيه كونه كان يمثل إلى حد ما صورة للنظام المنبوذ . غياب عن المؤسسات التربوية أما 1989 و 2000 فهي سنوات الجمر التي دفع حينها الفنانون والصحفيون ثمنا غاليا في سبيل سيرورة المسرح في المكان والزمان ، إلا أن هذا كان صعب المنال ما دفع بالكثير إلى هجرة الوطن أو التوقف عن النشاط ، ما كاد يتسبب في اختفاء المسرح الوطني للهواة لولا عزيمة وإيمان محبي الفن الرابع الذين صمدوا ووقفوا كرجل واحد أمام كل هذه الأمواج العاتية التي جاءت لتعصف بالمسرح ، أما المرحلة الرابعة والأخيرة فقد حصرها المتدخلان من سنة 2001 إلى يومنا هذا ، حيث أرغم مسرح الهواة على الخروج من صفة الجمعية والدخول تحت عباءة الوزارة ليصبح بذلك محافظة المهرجان الوطني لمسرح الهواة ، وهنا طرح المتدخلون جملة من الإشكاليات حول مستقبل المهرجان بعد 50 سنة من الوجود ، حيث أبرزوا أن هذا الأخير لا توجد له أهداف ونظرة مستقبلية واضحة ، كأن يراد منه أن يكون مثلا مهرجانا مغاربيا ، متوسطيا أو حتى عالميا ، متسائلين عن مصير المسرح مستقبلا في ظل غياب أعمال المخرجين ، السينوغرافيين والنقاد خلال 50 سنة ؟ ، ولماذا المسرح عاجز عن إقتحام أبواب المؤسسات التربوية والجامعات ؟ وغيرها من التساؤلات التي تنتظر أجوبة . الاستغلال الأمثل للتظاهرة والاهتمام بالهواة من جهة أخرى حيث دار النقاش حول تاريخ الفن الهاوي وإسهاماته في الفعل الركحي بالجزائر، ومن بين التدخلات التي أثرت النقاش تدخل المسرحي والأكاديمي بن هيدة منصور الذي ركز على أهمية البحث في الماضي من أجل بناء المستقبل بالاستغلال الأمثل لفعاليات مهرجان المسرح الهواة، أما الممثل الهاوي شارف بركاني فطالب بترسيخ قاعدة صحيحة من أجل الاهتمام بجميع الهواة و كل من يمتلك القدرات الفنية الدرامية ، وأن تكون الجمعيات المسرحية الهاوية حرّة في إنتاجها الجديد ، بعيدا عن ظاهرة الاقتباس لتحقيق هدف الكتابة المسرحية الهاوية التي تبقى هي الأساس لدى الهواة ، وفي الختام تم تقديم مجموعة من التوصيات من بينها إعادة النظر في الهيكلة الحالية والدفع بالمهرجان الحالي ليصبح جمعية وطنية ديمقراطية تضم كفاءات علمية ، فنية وإعلامية مؤهلة لتصور قانون تشريعي ،و قادرة على تجميع الأرشيف ووضعه تحت تصرف الباحثين ، حتى تصبح أرضية للقانون الأساسي الذي يقدم للمناقشة أمام نواب البرلمان .