من أبرز ما ميّز الإحتفاء بليلة القدر على مستوى ولاية معسكر هذا العام، هو التكريم المتميز الذي حظي به حفظة القرآن الكريم من الفائزين في مسابقة حفظ وتجويد القرآن الكريم الذي اعتادت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية على تنظيمها كل شهر رمضان. وقد شمل التكريم 37 شابا من الفائزين في هذه المسابقة التي شارك فيها 86 متسابقا من حفظة القرآن الكريم عبر الولاية ممن تقل أعمارهم عن 25 عاما، وقد إستلم الفائزون جوائزهم المتمثلة في صكوك بمبالغ مالية تتراوح بين 60 و20 ألف دج، خلال حفل ديني جرى بمسجد مصطفى بن تهامي بمعسكر عصر يوم الجمعة في حضور والي ولاية معسكر وعدد من المسؤولين الولائيين والمحليين. وزيادة على هذا التكريم الولائي، نظمت مساجد الولاية بدورها مسابقات محلية مماثلة لطلبة المدارس القرآنية وتوجت هي الأخرى بتكريم الفائزين، تشجيعا للأطفال والشباب على حفظ القرآن الكريم وتجويده، حسبما أفادنا في هذا المجال السيد مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية معسكر. ولم يقتصر نشاط قطاع الشؤون الدينية خلال الشهر الفضيل على هذه المسابقات، وإنما تفرع ليشمل عدة جوانب ثقافية وفكرية وحتى إجتماعية، إذ قام قبل حلول رمضان بتوزيع زكاة المال التي تجمعت بصندوق الزكاة، والتي قاربت 575 مليون سنتيم، مما سمح بإستفادة 1151 مستفيد من مستحقي الزكاة، والذين حاز كل واحد على 5آلاف د ج، ويأمل مدير الشؤون الدينية والأوقاف، أن يزداد مبلغ الزكاوات المجموعة، بما يسمح بتمويل مشاريع إستثمارية بسيطة لفائدة الشباب البطال والمعوز، ويؤكد ذات المسؤول أن حملات التوعية مازالت متواصلة لبلوغ الهدف وأن عدد دافعي الزكاة للصندوق في ارتفاع مستمر من عام لآخر. ولأن القطاع انتدب أئمة ومرشدات دينيات، لوعظ وارشاد السجناء والسجينات في المؤسسات العقابية، والذين يقدمون دروسا دينية منتظمة للمحبوسين، فإن هذا النشاط عادة ما يتوج بتنظيم مسابقات أيضا لفائدة نزلاء السجون تتمحور حول مايتلقونه من معارف دينية حسبما أوضحه مدير القطاع. من جهة أخرى فقد تزامن شهر رمضان هذا العام مع استلام مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، للمركز الثقافي الإسلامي بمدينة معسكر الذي يتوفر على عدة أجنحة، مثل ورشة التعليم القرآني، وورشة محو الأمية، وقاعة الانترنيت وقاعة المحاضرات وقاعة المعارض وقاعة فنون الخط، الى جانب المكتبة التي التمست مديرية الشؤون الدينية والأوقاف من الوزارة الوصية دعمها وإثراءها بمزيد من الكتب، وقد سمح إفتتاح هذا المرفق الجديد، ببرمجة عدة نشاطات فكرية وثقافية به خلال شهر رمضان، ولا سيما المحاضرات كما برمج به حفل بمناسبة ليلة القدر، وقد بدأ المركز الثقافي الإسلامي جديد، يستقطب الزوار من أبناء الأحياء السكنية القريبة منه. للتذكير فإن هذا المرفق الجديد، جاء ليعوض المقر القديم للمركز الثقافي الإسلامي الموجود بجوار مسجد المبايعة بمعسكر والذي تم إلحاقه بأمر من والي الولاية بالمسجد المذكور، لإستعماله كجناح خاص بالنساء لأداء الصلوات، فضلا عن استغلال الطابق العلوي منه كمدرسة قرآنية ومحو الأمية.