تواصلت سهرة أول أمس ولليوم الثاني، فعاليات مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية بمسرح عبد القادر علولة، في أجواء أقل ما يقال عنها إنها بهيجة، وكانت مفاجأة الأمسية هذه المرة وبدون منازع الفنانة القديرة جهيدة، التي كانت بالفعل حمامة غناء، قدمت للجمهور الوهراني الغفير الذي حضر السهرة، باقتين موسيقيتين جميليتين الأولى بعنوان "أيامي رجعت عيد"، والرائعة الثانية التي سبق وأن أداها المرحوم بلاوي الهواري بعنوان "حمامة"، حيث وبإطلالتها الأنيقة وحضورها الفني الساحر، أطربت ابنة مدينة وهران، عشاقها الذين تجاوبوا كثيرا معها إما تصفيقا أو حتى ترديد أغانيها، في ديكور خلاب زاد من جماليته الجوق الموسيقي بقيادة الأستاذ الباي بكاي، وكم كانت فرحة جهيدة كبيرة وهي تعانق من جديد جمهورها، حيث وبالرغم من ارتباطاتها المهنية مع قناة الإذاعة الوطنية الأولى بالجزائر العاصمة، إلا أنها قبلت بفرح وسرور دعوة إدارة مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية، أولا تكريما واحتراما لعشاقها ومتابعيها وثانيا عرفانا وتقديرا بالعملاق الراحل بلاوي الهواري، الذي يرجع له الفضل في إبرازها وتلحين العديد من أغانيها التي قدمتها طيلة مسيرتها الفنية. كما كانت سهرة اليوم الثاني، فرصة لمطربين آخرين كي يصعدوا على ركح مسرح عبد القادر علولة، ويلتقوا مجددا بمحبيهم الذين ينتظرون دائما آخر إصداراتهم وأعمالهم الفنية، والبداية كانت مع الفنان الأنيق سيد أحمد قوطاي الذي أبى إلا أن يقدم جديده الفني بعنوان في "بحر الطوفان راني متغرم"، ليليه بعدها المبدع الصاعد عايدة عدة، ثم بعدها الفنانة صبرينة الجزائرية، دون أن ننسى الشابة آية بغدادي، سيفاوي الهواري وآخيرا عباس الهواري، حيث عاش الجمهور الحاضر أجواء بهيجة وسط تنظيم محكم لتستمر بذلك ليالي الباهية الفنية، التي اختارت في هذه الطبعة تذكر أبرز عمالقتها الذين رحلوا عنها على حين غرة، وهي الطبعة العاشرة التي فضلت أن تكون عبارة عن وقفة تقديرية وعرفانية لهؤلاء الأعمدة الفنية الخالدة، ومن ثمة فإن مهمة شباب اليوم كبيرة ومسؤوليته جسيمة للمحافظة على هذا الإرث الشعبي الوهراني العريق.