علمنا من السيد جمال بكارة المدير العام لإيني أن السلطات العمومية وافقت وصادقت على مخطط تطوير وتنمية المؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية الذي كانت قد عرضته إدارة المؤسسة على لجنة مساهمة المؤسسة (CPE) عن طريق شركة التسيير والمساهمة (SGP). وقد توصّلت في هذا الخصوص بقرار من عند لجنة مساهمة الدولة (CPE) بالإبقاء على النشاط السمعي البصري من أجهزة إلكترونية كالتلفزيون والراديو والإعلام الآلي.. مع إنشاء نشاطات جديدة مثل كاميرات المراقبة واللوحات الإشهارية والكوابل الكهربائية الإلكترونية... وبخاصة إنتاج الخلايا الشمسية الذي سيضمن توظيف يد عاملة كثيرة. ولعل أهم شيء استفادت منه إيني من خلال هذا القرار هو مسح ديونها المتراكمة المقدرة ب 5،22 مليار دج ورصد مبلغ يفوق 15 مليار دج لأجل تنفيذ مخطط التطوير والتنمية بجلب تجهيزات عصرية وإنجاز عديد المشاريع وتجسيد برنامج تكوين العمال والتقنيين والمهندسين.. وهي لها إجراءات أثلجت صدور العمال ال 1400 الذين وجدناهم منشرحين متفائلين بمستقبل واعد، كيف لا ومؤسستهم كانت بالأمس القريب مهددة بالزوال والإندثار. المدير العام أفادنا أيضا بوجود إمتيازات أخرى لفائدة »إيني« من ذلك تمكينها الإستفادة من قروض بنكية بفوائد رمزية مقابل أي مشروع تودّ تجسيده ميدانيا مشيرا إلى تخصيص 400 مليون دينار لمسألة البحث وتجهيز مراكز البحث والتنمية الذي سيجرى إنشاؤها على مستوى المركب ولفت إنتباهنا إلى أن شركة تسيير المساهمة (SGP) باشرت إتصالاتها مع شركات أجنبية ذات خبرة رفيعة في التكنولوجيا بغرض إقامة شراكة معها. هذا وأبدى جمال بكارة حرصه الشديد في تطبيق مخطط التطوير والتنمية والنهوض بالمؤسسة على الإعتماد على الصرامة والإنضباط والجدية وتسخير كل الإمكانيات لإنجاحه. للتذكير فإن مؤسسة »إيني« كانت قد ظهرت إلى الوجود في 1978 تحت إسم »سونيلاك« باستيعابها ل 6000 عامل ما جعلها تمتص البطالة بشكل كبير بالمنطقة. وتمكنت آنذاك من تغطية السوق من أجهزة التلفزيون العادي والملون بنسبة عالية جدا وتميز منتوجها بالجودة الرفيعة نظرا لتعاملها مع شركة »ألجي« العالمية الشهيرة، وظلت تنتج الآلاف من أجهزة الإعلام الآلي، وبالرغم من الإضطرابات التي عرفتها في أواخر التسعينات وبداية الألفين عقب تسريحها لمئات العمال نتيجة الديون المتراكمة التي أثقلت كاهلها إلا أنها ظلت تحافظ على النوعية الجيدة التي تميزها ولها حصتها في السوق الوطني في ظل المنافسة الشرسة التي تواجهها أمام شركات القطاع الخاص التي استقرت بتراب الوطن في الأعوام الأخيرة. وأمام المشاكل والصعاب التي مرّت بها فإن عمالها وإطاراتها قرروا التحدي وتمكنوا من ولوج عالم التكنولوجيا الحديثة بتوصلهم إلى إنتاج أجهزة تلفزيون متطورة من نوع (ل.س.د) و(ل.أ.د) تعرض حاليا بنقاط البيع التابعة لها. واليوم وبعد الإفراج عن مخطط التنمية فإن »إيني« قادرة على إسترجاع المكانة التي ظلت تتبوأها أيام زمان، أيام لم يكن وجود لأي شركة إلكترونية على التراب الوطني تنافسها.