- المرحوم بن حدو بوحجر أحسن رجل مثل وهران في المجلس الشعبي الوطني بعد الاستقلال استعرض أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر 2 محمد لحسن زغيدي، خلال ندوة الجمهورية المنعقدة أمس، المسار النضالي للعقيد عثمان واسمه الحقيقي بن حدو بوحجر، الذي تولى قيادة الولاية الخامسة التاريخية من 1960 إلى غاية الاستقلال في 1962، حيث أكد المحاضر أن الراحل ينتمي إلى جيل لم تلد الجزائر لا قبله ولا بعده، و إذا كان جيل أول نوفمبر هم من مواليد ما بين 1917 و1927 ، فإن بن حدو بوحجر هو إبن هذه العشرية، التي أنجبتها الأمة الجزائرية، لتكون الطليعة النوفمبرية فيما بعد، ذلك أن هؤلاء تربوا تربية خاصة، أبجدياتها تتلخص في حب الوطن و تحريره و الاستقلال و طرد الاستعمار و الكفاح و الاستشهاد، و النضال، و هي المصطلحات التي تربى عليها العقيد عثمان و كل رفقائه في السلاح، حيث كانت مدرسة واحدة و شاملة، بفكر واحد و هدف واحد. ولد المرحوم بن حدو بوحجر مع نجم شمال إفريقيا، فمواليد عام 1927 يقول محمد لحسن زغيدي كانوا بمثابة استبشار على استقلال الجزائر، الذي طرح على الساحة لأول مرة في ذلك الوقت، و لذلك نجد أن هذه الفئة يضيف المتحدث، تربت على أدبيات النجم، ثم على مبادئ حزب الشعب الجزائري، و لدى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وجدت أن هؤلاء الذين عانوا اليتم و الفقر و الاضطهاد و عايشوا الاحتقار ، الذي كان يمارسه الإستعمار، ضد هذا الجيل و ضد شعب بأكمله، جعلت من هذا الجيل أن يكون فريدا من نوعه، باعتبار انه عايش سنوات الحرب العالمية، و انهزام فرنسا في جوان 1940، و سقوط باريس و من هنا رأى هذا الشباب يضيف المحاضر و تيقن، أن إمكانية الحصول على الاستقلال و هزيمة فرنسا جد ممكنة. انضم المرحوم بن حدو بوحجر إلى حزب الشعب سنة 1947 ، فهؤلاء يضيف المتحدث كانوا ينتقلون من الطفولة إلى الرجولة، حيث حمل الراحل على عاتقه أعباء عائلته، باعتبار أنه تعلم التحلي بروح المسؤولية في الحركة الوطنية، كما أكد في هذا السياق أن أحداث 8 ماي 1945، كانت أعظم رسالة وأوفى درس لهذا الجيل، الذي عرف أنه بدون ثورة واستشهاد لن يكون هناك استقلال، ولا يمكن تحرير الوطن من أغلال الاستعمار، فجيل بوحجر يعتبر جيل المجددين، الذي أقسم على أن لا يمارس السياسة و لا المفوضات والحوارات، و لذلك أرغم زعيم الحزب على تكوين منظمة سياسية عسكرية تحضر للثورة التحريرية، و في فبراير 1947 تأسست المنظمة السرية العسكرية «أوس» وكان بن حدو بوحجر عضوا فيها و عمره لم يتجاوز 20 سنة، حيث أصبح فكر الثورة، إلى أن ألقي عليه القبض وحكم عليه بثلاثة سنوات سجنا نافذا، وقد رأى فيه الرئيس الراحل هواري بومدين، أكفأ رجل يمكن أن يقف معه في أول مجلس للثورة الجزائرية. كان الراحل يتنقل إلى المغرب من أجل شراء الأسلحة، واستطاع في ظرف وجيز أن يحرق أكثر 76 مزرعة في عين تموشنت سنة 1956، وبالتالي تمكن من ضرب البنية التحتية الإقتصادية للمعمرين، ونظرا لخبرته ومكانته فهذا فرض ترقيته في الرتب ليتقلد أعلاها، وبعد النكبة التي عاشتها الولاية الخامسة إثر استشهاد العقيد لطفي، الذي ترك مشروع مجتمع متكامل يقول محمد لحسن زغيدي، فإن العقيد عثمان تولى قيادة الولاية الخامسة، وواصل الثورة بهذه المنطقة، التي كانت تعتبر الأصعب على الإطلاق، وفي المرحلة الانتقالية بعد الاستقلال، برهن الراحل على حكمته وحنكته السياسية، كقائد عسكري، ثم كقائد سياسي محنك، فالرجل يضيف المحاضر ساهم في وضع برنامج لبناء دولة جزائرية قوية بؤسساتها، وكان أحسن رجل مثل وهران في المجلس الوطني بعد الاستقلال، وبوفاته سنة 1977 خسرت الجزائر قياديا بارزا.