أكد أستاذ التاريخ بجامعة بوزريعة محمد لحسن زغيدي، أن الجزائر فقدت مناضلا يشهد له التاريخ من خلال مساهماته الكبيرة إبان الثورة وبعدها، ممثلا في شخص المجاهد علي كافي رحمه الله، وأضاف الدكتور بأنه تلقى خبر وفاة هذا الرجل العظيم، بحزن وأسى شديدين متضرعا إلى الله عز وجل أن يسكنه فسيح جنانه. وكان الراحل علي كافي صاحب سيرة ومسيرة نضالية هي قدوة لكل من يريد أن يسلك الطريق الصحيح، لأنه لطالما كان وفيا لوطنه، فلم يبخل عليه بل استمر في عطاءه منذ اندلاع الثورة وبعدها، حسبما صرح به الأستاذ زغيدي. كما لم يتوان المجاهد علي كافي، في الالتحاق بالمنطقة الثانية في الشمال القسنطيني، حتى أن قائد المنطقة زيغود يوسف قدم له المكانة التي يستحقها حيث كان مساعده الرئيسي في كل أعماله، وعين بعد وفاته النائب الأول لقائد الولاية، استنادا إلى المعلومات التي أدلى بها أستاذ التاريخ ل«الشعب». وقال الدكتور زغيدي، أن المرحوم علي كافي خلال مسيرته النضالية، برهن عن حنكته القيادية وقدرته في التجنيد وتوحيد الصفوف واختيار الرجال الأكفاء، فأصبح عقيدا وقائدا للولاية التاريخية الثانية، وبعد الاستقلال تبوأ مناصبا عليا، حيث عين أول قائد ولاية تاريخية على رأس المنظمة الوطنية للمجاهدين، وعضوا في المجلس الأعلى للدولة الجزائرية ليواصل مسيرته ومهمته النوفمبرية، إلى جانب أخيه المرحوم محمد بوضياف. وأضاف زغيدي، أن المرحوم خلال ترأسه للمجلس الأعلى للدولة بعد اغتيال رئيس المجلس المرحوم محمد بوضياف، برهن على إدارة جيدة ومحنكة، حافظ من خلالها على الدولة الجزائرية شعبا وقيما ودستورا، ولم يخيب ظن كل من حوله ولا زملاءه المجاهدين. وبعد انتهاء علي كافي من مهمته الدبلوماسية، سال قلمه وتفرغ إلى الكتابة حيث حرر مقالة في مجلة الذاكرة، حسبما أكد الأستاذ زغيدي مؤكدا أنه من المعجبين بما قدمه، ثم تشجع أكثر وذهب إلى كتابة مذكراته حول حرب التحرير ونضاله إبان الثورة والى غاية الاستقلال، باعتباره عقيدا سابقا في جيش التحرير الوطني الذي حارب الاستعمار الفرنسي.