تشير الإحصائيات المسجلة لدى مختلف المصالح الأمنية وكذا الطّب الشرعي بمستشفيات وهران إلى أن ظاهرة العنف ضدّ الأطفال والقصر قد بلغت ذروتها وهذا ما يستدعي دق ناقوس الخطر والإسراع لإيجاد حلول من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي تمس هذه الشريحة الحساسة من المجتمع وتنتهك حتى العيش الكريم للبراءة التي هي إطارات المستقبل ويعول عليهم الكثير. ومن أهم الإنتهاكات التي تخص هذه الشريحة هو التحرش الجنسي الذي عرف مؤخرا إستعجالا كبيرا وحسب الإحصائيات المقدمة من الجهات السالفة الذكر. ومن مصلحة الطب الشرعي للمستشفى الجامعي لوهران فإنه قد تم تسجيل 40 حالة تخص قضايا الجنس من بينها التحرشات الجنسية والإعتداء على الأطفال والقصر جنسيا بعدما يتم إستدراجهم نحو الأماكن الخالية. ويضيف مصدرنا أن أغلب الحالات التي تستقبلها المصلحة من ضمن حالة مسجلة منذ بداية هذا العام هي لأطفال وقصر أغلبهم ذكور بحيث يصل هؤلاء الضحايا إلى المصلحة وهم يعانون من مشاكل نفسية جرّاء ما واجهوه من إعتداء من قبل أشخاص أغلبهم بالغون ومسنّون بوهران بالوحوش البشرية التي إنتهكت حق البراءة. هؤلاء القصر والأطفال خضعوا لعملية الفحص الدقيق من قبل أطباء المصلحة بعد حصولهم على شهادة فحص تسلمها مصالح الشرطة والدرك الوطني بعد إيداع عائلات الضحايا شكوى ضد شخص معين أو مجهول وبعد إخضاع هؤلاء القصر للفحص والتأكد من آثار الجريمة يتم تسليم شهادة عجز عبارة عن تقرير يبيّن وضعية الضحية يثبت آثار الإعتداء والجريمة. هذه الشهادة تستعمل كدليل ضد المعتدي بعد سماع تصريحات الضحية، وتعد هذه الخطوة جدّ هامة باعتبار أن الطبيب الشرعي هو الوحيد الذي يؤكد وقوع جريمة من هذا النوع بعد عملية الفحص وتحديد الآثار التي تكون أحيانا واضحة وتسبب في إصابة الضحية بجروح تستدعي العلاج والمتابعة الصحية. ومن أبرز الحوادث التي سجلت خلال السنوات القليلة الماضية والتي تركت آثار كبيرة في نفوس العديد من المواطنين والتي كانت بمثابة جريمة شنعاء هي الإعتداء والتحرّش الجنسي مع محاولة القتل التي إرتكبها أب في حق إبنته القاصر ، الحادث وقع ذات يوم عندما حاول هذا الأب زيارة إبنته الوحيدة وهذا لأنه كان منفصلا عن الزوجة عندها قام هذا الأب بإستدراج إبنته إلى شقة صديقه الواقعة وسط مدينة وهران وهناك قدم لها مشروبا وضع فيه دواء منوّما بعدها قام هذا الأخير بهتك عرض فلذة كبده ثم حاول قتلها وكانت وقتها الضحية تحاول المقاومة بالرغم من أنها كانت تفقد الوعي شيئا فشيئا بعدها قام بتحويل الضحية إلى شقة قريبة لإحتجازها هناك وبعدها تفطنت هذه القريبة لذلك إستدعت مصالح الأمن التي إستطاعت نجدة الضحية وتحويلها إلى مستشفى وهران أين تم عرضها على طبيب شرعي أكد أن الفتاة تعرّضت لإعتداء جنسي وبعدها بقيت القاصر تحت العلاج بمستشفى وهران إلى غاية إستكمال التحقيق في حالة نفسية يرثى لها . وكانت هذه الحادثة بمثابة الفاجعة التي هزت نفوس الوهرانيين. وفي هذا السياق أكد لنا مسؤول من مصلحة الطب الشرعي بوهران أن ظاهرة التحرّش الجنسي وكذا الإعتداءات الجنسية على الأطفال والقصر في تزايد مقلق وهذا نظرا للأرقام المسجلة لدى المصلحة وهذا ما يستدعي دق ناقوس الخطر بحيث أن من بين القصر الذين يصلون إلى المصلحة قصد الكشف الطبي هم ذكور تعرّضوا لإعتداءات وتحرّشات جنسية بأماكن مختلفة وتبقى هذه الأرقام مرشحة للإرتفاع خلال الأسابيع القادمة مع حلول فصل الصيف الذي يعرف إرتفاعا لعدد القضايا الإجرامية والإعتداء والتحرشات الجنسية.